تبنت مدرسة متوسطة في محافظة الأحساء، برنامجاً لرعاية 25 طالباً يقبع آباؤهم خلف القضبان، في خطوة تهدف إلى «تعويضهم جزءاً من حنان الأب»، من خلال رعايتهم ومتابعة أمورهم داخل المدرسة، وخارجها أيضاً. وأقامت لجنة رعاية أبناء السجناء والمُفرج عنهم في مدرسة أسامة بن زيد المتوسطة في قرية الفضول، برنامج التوجيه والإرشاد لرعاية أسر السجناء، والعناية فيهم، تحت شعار «غاب عنهم والدهم فلنأخذ بأيديهم». وتضمن البرنامج الذي شارك في تنفيذه جميع منسوبي المدرسة، من معلمين وطلاب، نبذة تعريفية عن أهمية رعاية السجناء وأبنائهم، من خلال «تحسين صورة السجين لدى أفراد المجتمع، وبيان أهمية النظرة الحسنة له بعد خروجه، وضرورة رعاية أبنائه وأهله أثناء غيابه عنهم، وذلك بدراسة أوضاعهم المادية والاجتماعية والنفسية، وكذلك إشراك أبناء السجناء في مختلف الأنشطة المدرسية، وتكريمهم في المناسبات الاجتماعية والمدرسية». وقال مدير المدرسة سعيد الصفراء، والمرشد الطلابي عبد المنعم الرمضان: «إن الإدارة أعدت خطة متكاملة لرعاية أبناء السجناء في المدرسة، والعناية فيهم، ومتابعتهم والقيام على أمورهم، حتى لا يتأثروا بغياب ولي أمرهم عنهم، إثر دخوله السجن في أي قضية كانت». وتضمن البرنامج الذي نفذ منذ مطلع العام الدراسي الجاري، حصر جميع أبناء السجناء في المدرسة، والتعرف عليهم، وعلى أوضاعهم، وكذلك تعريفهم في برنامج رعاية السجناء، وأهمية التواصل بين البيت والمدرسة في متابعة هؤلاء الطلاب. كما تضمن تقديم برنامج إذاعي تعريفي في البرنامج، وتعريف أفراد المجتمع المحيط في المدرسة، من خلال الجمعية العمومية لمجلس الآباء والمعلمين، عن فضل رعاية أبناء السجناء، وكذلك رعاية السجناء أنفسهم، والقيام على شؤونهم». وأكد مدير المدرسة أن هذا البرامج « استطاع الارتقاء في مستوى الطلبة من أبناء السجناء، في شتى المستويات النفسية والاجتماعية والتعليمية والتربوية والمادية». بدوره، أشاد مدير «تربية الأحساء»، أحمد بالغنيم، بهذه الفكرة التي «تجسد استشعار المسؤولية من قبل منسوبي المدرسة، لهذه الفئة من الطلاب، الذين غاب عنهم ولي أمرهم لأي سبب كان، فلم يعد لديهم من يقوم على شؤونهم ويرعى حالهم»، مضيفاً «جسد منسوبي المدرسة مفهوم التكافل الاجتماعي والتربوي، من خلال هذا البرنامج».