«مشاهد من القلب 1986 – 2009» معرض لزوجة الرئيس الراحل أنور السادات جيهان، أقيم داخل قاعة «مارغو فيو» في الجامعة الأميركية في القاهرة خلال الأسبوعين الماضيين. وضم المعرض 51 لوحة تشكيلية من الإكريليك حملت توقيعها، ومعظمها عبارة عن مناظر طبيعية رسمتها برؤيتها الخاصة. يلاحظ أيضاً حرص جيهان السادات الشديد على انتقاء أماكنها، مثلما كانت اختيارات ألوانها والتي أضافت مساحة جمالية إلى لوحاتها، ما جعل المشاهد يشعر براحة وهدوء. وتأتي بعض لوحات المعرض مجسّدة الطبيعة الأميركية حيث كانت تقيم الفنانة، فضلاً عن قرية ميت أبو الكوم مسقط رأس زوجها الراحل، إضافة إلى مشاهد لقرى مصرية بحقولها، وبيوتها، وحيواناتها، وطيورها، ونهر النيل وقوافل الجمال، والجبال والشلالات والبحيرات والنوبة والخيول والمراكب النيلية والبلاجات. وبيعت أعداد كبيرة من اللوحات التي تراوحت أسعارها بين خمسة آلاف و 12 ألف جنيه مصري، وبحسب رأي عدد من الفنانين أن هذه القيمة لا تُوازي تاريخ ومكانة جيهان السادات السياسي والتاريخي، التي بدأت بأقل من أسعار فنانين موجودين على الساحة. تعلمت جيهان السادات الرسم قبل إنجابها أولادها، ولانشغالها تركت هوايتها فترة طويلة وعادت إلى ممارستها في التسعينات من القرن الماضي، وأول لوحة رسمتها كانت منذ خمسين سنة وتحتفظ بها فى غرفة نومها. أما هذا المعرض فهو الأول لها. استهلت السادات رسوماتها بالبورتريات، ثم اتجهت إلى رسم المناظر الطبيعية، خصوصاً أنها تجد متعة وسعادة كبيرتين في ممارسة الرسم الذي يحتل جانباً كبيراً من اهتمامها، منذ أن تستيقظ باكراً في منزلها المطل على النيل. وأقرب اللوحات إلى قلبها تلك التي تجسد فيها النيل والقرية لأنهما يكملان بعضهما معاً. ومن الفنانين الذين كانوا محل اهتمامها سري وراغب عياد، إذ ان «كل فنان منهما له بصمته الخاصة به». يُذكر أن جيهان السادات أصرّت أن تكون بداية اطلالتها في مصر، على رغم تلقيها دعوات للمشاركة في معارض فنية خارج مصر.