كيف يفكر المجرم؟ ربما لا يخطر على بال معظم المجرمين أن عائلاتهم تنال جزءاً كبيراً من العقاب بسبب إجرامهم، خصوصاً أن من يقوم منهم بعمليات إرهابية أو أي جرائم أخرى، فحينما يخطون هذه الخطوة الشنيعة وغير المحسوبة تصاب أسرهم بأذى، وتحصل على نصيب من الضرر المباشر الذي قد يؤثر على علاقتهم بالآخرين وعلى حياتهم المستقبلية وحياة أبنائهم بسبب تهور إنسان ضعيف الإيمان لا ينظر إلى عواقب أفعاله الدنيئة والإجرامية، ولا يحسب حساباً للرسالة التي خلق من أجلها الإنسان، ففي الكثير من المجتمعات العربية خصوصاً القرى والأحياء الشعبية نجد أن العائلات هناك متلاصقة ومعروفة عند بعضها البعض، وأخبارهم تتناقل في ما بينهم بسرعة البرق، فضلاً عن وجود أناس في هذه المناطق يحفظون تاريخ معظم العائلات، ويعلمون إيجابيات وسلبيات كل فرد فيها، ومن هنا تواجه العائلات التي ارتكب أحد أبنائها فعل إجرامي عمداً أو من كانت له سوابق، الكثير من المشكلات والعقبات التي تجدها أمامها على مدار الزمن، فعلى سبيل المثال نرى حينما يتقدم ابن من أبناء هذه العائلات لخطبة فتاة من عائلة أخرى قد يرفض من أهلها، وقد تقابل الفتاة نفس المصير أيضاً عندما يرفض الكثير من شباب العائلات الأخرى الزواج منها لتجد نفسها أمام ذنب لم ترتكبه في حياتها، لذلك نرى أن هؤلاء عندما كانوا يقدمون على ارتكاب جرائمهم أي كان نوعها بالتأكيد لا يعملون حساباً لمصيرهم ولا مصير أسرتهم الذي قد يصبح مجهولاً إذا نفذوا أفعالهم الإجرامية واتبعوا خطوات الشيطان قال تعالى « إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً» سورة « فاطر الآية:6»، لذا نرى الانصياع غير العقلاني وراء رغبات الشيطان، والإنصات لتنفيذ أوامره يؤدي إلى شقاء وإنهاء حياة الكثير من البشر التي عادة ما تكون نهايتهم نهاية مأسوية في لحظة لا ينفع معها الندم، فالتسرع واندفاع النفس نحو الشر، والاستسلام للغضب ليس له حدود ولا يعلم عواقبه ولا نتائجه إلا الله، فهناك من كان سبباً في تشريد وضياع عائلات بأكملها، فالمجتمع لا يرحم المجرم ولا أسرته من المعاملة السيئة التي قد يحصلوا عليها، ويتخلى عنهم أقرب الناس، بعد أن وجدوا أنفسهم ضحية فرد من أفرادها، ولو فكر المجرم في مصيره ومصير أهله جيداً لتغيرت مخططاته، وتراجع عن إجرامه. أحمد محمد مليجي - الرياض [email protected] لا نستيقظ أعتقد أن ما يميزنا عن باقي الشعوب والأمم أننا أمة تريد الارتقاء بنفسها بل وقد تبني أكذوبات وتصنع الأكاذيب لنفسها وتصدق نفسها بنفسها هكذا نحن «نكذب الكذبة ونصدقها». لا يخفانا سراً أننا نملك الكثير من المبدعين والكتاب والمؤرخين والمثقفين والعلماء وأصحاب الفكر. ولكن نضع ما يقولوه في حبر على الورق نقرأ ونتأمل وننتقد وقد تصل بنا الأمور إلى مهاجمة صاحب هذه الثورة الورقية ومع هذا لا نحرك ساكناً. فلغة التطبيق أصبحت اليوم مجرد لغة واضحة ويمكن تطبيقها، ولكن نأبى ونصر على وضع النقاط على أحرف المادة التأهيلية، ونتجنبها وكأنها لو كانت إحدى المبقيات، أو وأد لولادة طفلة فكرية لم تتجاوز من ريعانها سوى بضعة أيام.نحن مؤمنون بقدراتنا ونبقى نتحدث ونردد «القافلة تسير والكلاب تنبح»، ولم أعد أفهم اليوم من هي القافلة ومن هم الكلاب...أنا نرجسي، وأتمنى أن أبقى كذلك، لا يهم لا يهم سأبقى كذلك. نايف المطلق- الطائف naif_almotlaq@hotmail