إشارة إلى الخبر المنشور في صحيفة «الحياة» في عددها الصادر برقم (17166) في 19 ربيع الآخر في الصفحة الأولى بعنوان «اليابانيون يشاهدون «تطور المملكة من خلال رحلة قطار». نشرت «الحياة» أن فريقاً تلفزيونياً يابانياً اختار ركوب قطار الدماموالرياض «في إطار تصوير برنامج وثائقي عن الطبيعة الجغرافية والمظاهر الثقافية والحضارية وما حققته المملكة من تقدم وازدهار في نواحي الحياة المختلفة»، وما بين التنصيصين نقل حرفياً من نص الخبر. وللأسف قال أحد المسؤولين في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية إن الفريق قام بتصوير صور مشاهد داخل محطة الركاب وفي عبرات النقل وعلى امتداد الخط الحديدي وأجرى عدداً من اللقاءات مع المسافرين، وبدا ذلك المسؤول مزهواً وسعيداً بما ستقوم به القناة، مع أنه للأسف سيصورنا كأننا من العصر الحجري أمام الإخوة اليابانيين هداهم الله وهدى هذا المسؤول إلى الطريق القويم. لا أعرف إن كان مسؤول الخطوط الحديدية زار اليابان أم لا؟ ولست أدري إن كان ركب القطار في أي من دول شرق آسيا الأخرى الأقل حضارة وتطوراً من اليابان؟ لكن على ما يبدو أنه لم يفعل لأنه لو فعل لربما رفع خطاباً إلى وزارة الثقافة والإعلام يعتذر فيه عن التنسيق لهذه الرحلة لأنها ستعكس صورة غير حضارية عن السعودية. تخيلوا معي عندما يسأل المخرج الياباني عن المسارات المتوفرة لركوب القطار وأي المدن بإمكانه زيارتها؟ على اعتبار أنه درس جغرافيا المنطقة التي سيصور فيها فيلمه! وتخيلوا أنه علم أن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية ذات الكلمات الأربع لا تملك إلا مساراً واحداً فقط من الدمام إلى الرياض! والأسوأ أنه سيركب قطاراً ربما لا يكون مأموناً على كاميراته من اهتزازاته وسيقطع المسافة بين الرياضوالدمام به في 4 ساعات تقريباً إن لم يكن أكثر. وربما سيكون المخرج سعيداً لأن الوقت سيكون كافياً للقيام بالتصوير الكافي، ولا أعرف ما سيقوله الركاب من إجابات على أسئلة القناة اليابانية، لكني لا أعتقد أنهم سيكونون في مزاج يتيح لهم عكس صورة ودودة عن المواطن السعودي. أما قضية تصوير الطبيعة الجغرافية فبدت لي وكأنها «مزحة» إما من اليابانيين أو من الإخوة الذين ساعدوهم على ترتيب هذه الرحلة، وأتساءل: ألم يقترح أحد على الفريق التلفزيوني الياباني زيارة المناطق الشاطئية في السعودية أو الصحاري ذات المناظر الخلابة أو حتى المناطق الخضراء في جنوب السعودية بدلاً من التصوير من قطار يطل على منظر يشيب له الوليد من بؤسه. لو كنت مشاهداً يابانياً للقناة العاشرة التي أرسلت هذا الفريق فسأتخيل أن السعودية من العالم «العاشر» ما دمت أنني سأنتهي من مشاهدة هذا البرنامج وأنا أركب قطاراً أشبه ب «الطائرة»، بينما كنت أشاهد قبل قليل قطاراً حديدياً لم أشاهده من قبل إلا في أفلام الكاوبوي الأميركية التي تم إخراجها في السبعينات الميلادية.