استقبلت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) أخيراً، 43 عالماً وخبيراً من اختصاصات وجنسيات مختلفة عدة، بعد أن أنهوا المرحلة الأولى من رحلة استكشاف البحر الأحمر التي تتكون من مرحلتين على ثلاثة مسارات. وأوضحت الجامعة أن المرحلة الأولى من الرحلة خصصت لإجراء عملية مسح للتنوع الجرثومي والمائي ضمن المسار الأول، أما المرحلة الثانية فستشتمل على المسارين الثاني والثالث وستخصص لتقصي الخصائص «البيولوجية» و«الجيولوجية» في أعماق بركة المياه المالحة المعروفة بمسمى «اتلانتيس تو ديب»، وبركة المياه المالحة الأخرى المعروفة بمسمى «دسكفري»، تحت إشراف معهد «وودز هول لعلوم المحيطات» بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله والجامعة الأميركية في القاهرة. وقالت إن أهداف الرحلة تتلخص في إجراء مسح شامل واسع النطاق للخصائص المائية والتطورات الحالية في البحر الأحمر، وذلك لاستكمال قواعد البيانات المعلوماتية التي تعاني من نقص شديد حتى الآن في هذا المجال، وسيساعد هذا المسح في إيجاد نماذج أكثر تطوراً من النماذج المتاحة حالياً فيما يتعلق بدوران وتغيّر المياه، كما تهدف الزيارة إلى تجميع كمية كبيرة من عينات المياه لتحليل التنوع البكتيري والجيني للأحياء البحرية على الساحل السعودي من البحر الأحمر، ولهذا الغرض ستتم تغطية 10 مقاطع عمودية على طول الساحل كلها تؤدي إلى الرصيف القاري وسط البحر الأحمر، وستستمر رحلة المسار الأول لمدة 18 يوماً. أما المسار الثاني فسيتركّز البحث فيه للرحلة على برك المياه المالحة في أعماق البحر الأحمر في الموقع المعروف باسم «أتلانتيس تو ديب»، لجمع عيّنات من المياه من أعماق هذه البحيرات ومن حولها، وجمع بيانات للدراسة الفيزيائية (الطبيعية) كالحرارة ودرجة الملوحة والضغط، وسيتم أيضاً جمع عيّنات من المياه لأغراض التحليل البكتيري، ويتلخص الغرض من جمع كل هذه العينات تحليل الطبقات المائية المالحة التي تتشكل في هذه البرك على أعماق مختلفة من العميقة جداً إلى المتوسطة في العمق إلى السطحية، وتصل الأعماق في هذه البرك إلى 2000 متر، خصوصاً في منطقة «اتلانتيس تو ديب». وسيشمل المسار الثالث للرحلة بحسب الجامعة العودة مرّة ثانية خلال الرحلة إلى برك المياه المالحة في «أتلانتيس تو ديب» و«دسكفري»، بهدف جمع عينات من الرواسب في قاع البحر داخل هذه البرك وعلى جوانبها باستخدام أذرع التقاط ميكانيكية ومعدات استخراج عينات جوفية القاع، إضافة إلى أخذ عينات مختلفة للمقارنة على طول مسار الرحلة من جامعة الملك عبدالله حتى الوصول إلى منطقة «أتلانتيس تو ديب». يشار إلى أن هذه الرحلة هي الثانية بعد رحلة نفذتها الجامعة في البحر الأحمر في 19 أكتوبر 2008، إذ نفذ فريق تعاوني دولي للأبحاث أول رحلة بحرية استكشافية في البحر الأحمر تحت مظلة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على متن سفينة الأبحاث «أوشينيوس» التابعة لمعهد «وودز هول» لعلوم المحيطات. واشترك في الرحلة 15عالماً من ست هيئات عالمية بهدف استكشاف برك المياه المالحة العميقة في نطاق منطقة البرك المعروفة باسم «أتلانتيس تو ديب» الواقعة في الجزء الأوسط من البحر الأحمر. وتتلخص أهداف الباحثين الرئيسة من هذه الرحلة في: تفحّص الخصائص الفيزيائية لبرك المياه المالحة العميقة، وجمع عينات من المياه والرواسب الطافية فوق تلك البرك لتفحص تنوعها البكتيري ودراسة خرائط صفاتها الجينية، واستكشاف الجغرافيا الفيزيائية والبيئة الحيوية لمنطقة برك المياه المالحة «أتلانتيس تو ديب». وعاد الباحثون من الرحلة في الأول من نوفمبر 2008 إلى جدّة بعد انتهاء مهمتهم حاملين معهم ثروة من العينات والبيانات عن نظم تجمّع برك المياه المالحة في وسط البحر الأحمر، والتي يمكن أن تشكل المعلومات المستخلصة منها قاعدة بيانات جيدة لرحلة الربيع المقبلة.