شن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من باريس هجوماً شديداً على إسرائيل، معتبراً أنها «التهديد الرئيسي للسلام» في المنطقة. وقال قبل لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس: «عندما يلجأ بلد إلى القوة غير المتوازنة في فلسطين وفي غزة ويستخدم القنابل الفوسفورية، فأننا لن نقول له حسناً فعلت، بل نسأل كيف يمكنه أن يتصرف بهذه الطريقة». وأضاف أن الحرب الإسرائيلية على غزة «تسببت بمقتل نحو 1500 شخص، وتم تبريرها بذرائع كاذبة». وأشار إلى أن تقرير القاضي الدولي ريتشارد غولدستون الذي اتهم إسرائيل بارتكاب «جرائم حرب» في غزة، «واضح جداً علما بأن واضعه يهودي». وأكد أن تعامل تركيا مع هذه القضية «ليس مرده كونها بلداً مسلماً، بل هذه مقاربة إنسانية». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قوله تعقيباً على تصريحات أردوغان في مؤتمر صحافي أمس لمناسبة مرور عام على توليه رئاسة الحكومة: «نحن مهتمون بإقامة علاقات جيدة مع تركيا، وأبدي أسفي لأن أردوغان يقرر دائماً مهاجمة إسرائيل». وكانت العلاقات التركية - الإسرائيلية تدهورت على خلفية موقف أنقرة من العدوان على غزة، إلا أن البلدين حافظا، على رغم التصعيد الكلامي المتبادل بينهما، على تعاونهما الوثيق في مجالات عدة، أبرزها المجال العسكري. واختتم أردوغان الزيارة التي رافقه خلالها وفد وزاري كبير، بلقاء مع نظيره الفرنسي فرانسوا فيون وآخر مع رجال أعمال فرنسيين، بعدما ناقش في الاليزيه احتمال انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعارضه ساركوزي. وقال رئيس الوزراء التركي: «أنا لا أيأس. واعتقد أن ساركوزي قد يغير رأيه»، مشيراً إلى أن «تركيا تتوافر فيها معايير أكثر من بعض الدول السبع والعشرين الأعضاء، سواء المعايير السياسية أو الاقتصادية». وتطرقت المحادثات إلى الملف النووي الإيراني. ولفت أردوغان إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية «تحدثت حتى الآن عن احتمالات، وليس عن تأكيدات (في ما يخص الطبيعة العسكرية لملف طهران)، ومن غير المقبول توجيه اتهام إلى بلد استناداً إلى احتمالات». الخلاف الأميركي - الإسرائيلي إلى ذلك، أقر نتانياهو أمس بأن الأزمة مع الولاياتالمتحدة مستمرة، لكنها تدار من خلال حوار متواصل. وقال إن «هناك أموراً نتفق في شأنها وأخرى لا نتفق عليها، ونبذل جهداً للعمل بتنسيق وفقاً للمصالح المشتركة بيننا وبينهم». ونقلت الإذاعة العسكرية عنه قوله خلال اجتماع «المنتدى الوزاري السباعي» أمس إنه لن يسلّم الأميركيين، خلال مشاركته الأسبوع المقبل في المؤتمر النووي الدولي الذي يعقده الرئيس باراك أوباما، الرد الإسرائيلي على مطالب واشنطن في ما يتعلق بتحريك المفاوضات. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين رفيعي المستوى أن أوباما «يدرس جدياً» طرح خطة سلام الخريف المقبل، إطارها البنود الأعرض لاقتراحات سلفه بيل كلينتون في مفاوضات كامب ديفيد العام 2000، كمبادرة شرق أوسطية تربط عملية السلام باستراتيجية أوسع لعزل إيران وإنهاء النزاع. وأشارت إلى أن الإدارة ترى أن «الخطوات التدرجية لم تنجح»، وأنها «لا يمكن أن تترك المشكلة الفلسطينية تتفاقم موفرة مادة لإيران وباقي المتطرفين».