بشموخ وأنفة، ورثاها من أبيهما، وقف فيصل وعلي أمس في مطار الجوف الإقليمي، ينتظران والدهما العائد من أرض المعركة، وإلى جانبهما المئات من ذويهما والمسؤولين والمواطنين، لم يحتضنهما أبيهما، فلقد عاد جثماناً. (للمزيد) ونعت قوات التحالف المشتركة أمس، العقيد الركن عبدالله محمد السهيان قائد القوة الخاصة السعودية في اليمن، الذي استشهد أول من أمس خلال أدائه مهامه العسكرية في تعز. فيما ستتم الصلاة عليه اليوم بعد صلاة الظهر في سكاكا. وأصيب السهيان (42 عاماً) فيما كان يتقدم قوة من قوات التحالف مؤلفة من 147 جندياً و16 دبابة في معسكر «العمري» في باب المندب، إذ تعرّض المعسكر لصاروخ من نوع «توشكا» أطلقته الميليشيات الحوثية، وتأكد استشهاده عند ال12 منتصف ليل أول من أمس. واستشهد السهيان، وأحد ضباط القوات الإماراتية سلطان محمد علي الكتبي، فجر الإثنين أثناء قيامهما بواجبهما في متابعة سير عمليات تحرير «تعز» ضمن عملية «إعادة الأمل» في اليمن، وذلك بعد يومين من تكريم السهيان من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ب«وسام الشجاعة». ورحل السهيان بعد أن ترك لولديه سجلاً حافلاً من البطولات والمآثر، لا تقتصر قصص شجاعته في «إعادة الأمل»، وقبلها «عاصفة الحزم»، فهي تمتد إلى ما قبلها بأعوام، وتحديداً انتصارات 2009 في الخوبة، فضلاً عن سجل عسكري يمتد لأكثر من 20 عاماً. وقال عنه من رافقوه في عدن على مدار خمسة أشهر: «إنه كان لا يرضى بأن يكون في مؤخرة أية عملية، بل كان قائدها وفي صفوفها الأولى»، دلالة على إقدامه وتفانيه في خدمة وطنه، وتكاتفه مع الأفراد والضباط الذين كانوا تحت إمرته، ويحرص على تفقد القوة فرداً فرداً بعد نهاية كل عملية. من المفارقات في استشهاد العقيد السهيان أن عدن جمعته برفيق دربه قائد مفرزة الإمارات فيها، العقيد سلطان الكتبي، اجتمعا في المحافظة الواقعة في جنوب اليمن للهدف ذاته، يحملان رسالة واحدة بأن السعودية والإمارات يد واحدة، وأبت الأقدار إلا أن تجمعهما في اليوم الأخير لهما في الدنيا ليغادراها مجتمعين.