توافد عدد من المسؤولين والعسكريين والمواطنين إلى مطار الجوف الإقليمي أمس لاستقبال جثمان قائد القوة الخاصة السعودية في اليمن العقيد الركن عبدالله السهيان، الذي استشهد أول من أمس خلال أدائه مهامه العسكرية في تعز، وكان في مقدم مستقبليه ابناه فيصل (11 عاماً) وعلي (9 أعوام) وذووهم. فيما ستتم الصلاة عليه اليوم بعد صلاة الظهر في سكاكا. وأوضح مصدر ل«الحياة»، أن السهيان (42 عاماً) أصيب وهو يتقدم قوة من قوات التحالف مؤلفة من 147 جندياً و16 دبابة في معسكر «العمري» في باب المندب، إذ تعرّض المعسكر لصاروخ من نوع «توشكا» أطلقته الميليشيات الحوثية، وتأكد استشهاده عند ال12 منتصف ليل أول من أمس، مؤكداً أن معنوياته كانت «مرتفعة في جميع العمليات، وأنه كان على تواصل دائم مع أسرته المكوّنة من بناته الأربع وابنين»، منوّهاً إلى أنه دائماً يردّد أمنيته بالشهادة. وشهدت الصالة التنفيذية في المطار حضور وكيل إمارة منطقة الجوف عبدالرحمن النجم، ووكيل الإمارة للشؤون الأمنية والهندسية عبدالعزيز الموسى، والمدير العام لتعليم الجوف مطر الزهراني. في حين أصيب بعض الحاضرين بحالات إغماء تأثراً بفقدان الشهيد، نُقلوا إثرها إلى المستشفى. وقال المدير العام لتعليم الجوف: «إن السهيان استشهد دفاعاً عن دينه ووطنه»، مشيراً إلى أن آخر تواصل جمعهما كان قبل 10 أيام، مضيفاً: «علينا أن نواصل الدفاع عن ديننا ووطننا، وأن نعمل دائماً على إعادة الحق إلى أصحابه وتحقيق النصر المنشود». ونعت قوات التحالف المشتركة أمس العقيد الركن عبدالله محمد السهيان، وأحد ضباط القوات الإماراتية سلطان محمد علي الكتبي، اللذين اُستشهدا فجر الإثنين أثناء قيامهما بواجبهما في متابعة سير عمليات تحرير «تعز» ضمن عملية «إعادة الأمل» في اليمن، وذلك بعد يومين من تكريم السهيان من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بوسام الشجاعة، نظير دوره البطولي ويقظته العالية، واعتزازاً وافتخاراً بالدور الريادي والعمل البطولي الذي قام به الضباط خلال عملية تحرير عدن والمحافظات المجاورة من الميليشيات الحوثية. يُذكر أن العقيد السهيان من أهالي منطقة الجوف التحق في الكلية الحربية عام 1413ه، وتخرج عام 1416ه. وكان قبل التحاقه في السلك العسكري من أبرز لاعبي كرة اليد في نادي العروبة بمدينة سكاكا، إذ حقق إنجاز صعود فريق الشباب في النادي إلى درجة «الممتاز» عام 1410ه، ثم الدرجة الأولى في العام التالي.