تراجعت «جبهة النصرة» عن انتقادات زعيمها ابو محمد الجولاني ل «الجيش السوري الحر»، ونوهت بدور فصائل «الحر» في «مجزرة الدبابات» التي شملت تدمير عشرات الآليات للنظام السوري في معارك الشهرين الماضيين، في وقت قال الجولاني ان اتفاقات الهدنة بين الحكومة ومقاتلي المعارضة لا تفيد سوى النظام. جاءت تصريحات الجولاني بعد تطبيق اتفاق هدنة في حي الوعر آخر منطقة تخضع لسيطرة المعارضة في مدينة حمص بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة. وقال في تصريحات إلى الصحافيين بثتها محطة «أورينت» التلفزيونية التابعة للمعارضة: «موضوع الهدن هو الخطوة الأولى للاستسلام ويصب فقط في مصلحة النظام». ولم يتضح على الفور متى تم التسجيل الذي لم يظهر فيه وجه الجولاني في شكل واضح. وبموجب اتفاق الوعر سمح لمقاتلين رافضين لبنوده ولمدنيين بالرحيل وبدخول مساعدات إنسانية. وكان عناصر «جبهة النصرة» بين رافضي وقف إطلاق النار ورحلوا عن المكان. وقال مسؤول كبير بالأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن وقف إطلاق النار في حي الوعر يمثل نموذجاً جيداً يمكن البناء عليه وقد يساعد في طرح فكرة هدنة في أنحاء سورية التي تعصف بها حرب أهلية تقترب من إكمال خمس سنوات قتل فيها نحو ربع مليون شخص. وفي اللقاء الذي بثته قناة «أورينت»، قال الجولاني: «نحن أخذنا طريق الجهاد ولا بد أن نكمل المسيرة ونحن نتكلم عن تحرير أكثر من 80 في المئة من أرض الشام». ورداً على سؤال عن علاقة «جبهة النصرة» ب «القاعدة»، قال الجولاني إن الجبهة لن تتعاون مع الغرب وستتمسك بمبادئها. وأضاف: «نحن لن نتنازل عن مبادئنا سواء كنا مرتبطين بالقاعدة أم لم نكن مرتبطين». وأثارت عبارة من مقابلة الجولاني تتعلق ب «الجيش الحر» تم تناقلها أمس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جدلاً واسعاً في أوساط السوريين. وقال موقع «اروينت» انه «طيلة الليلة الماضية، نشر آلاف السوريين صوراً لبطولات الجيش الحر وشعاره، مع عبارات من قبيل «الله محيي الجيش السوري الحر» و «الجيش الحر يمثلني» و «لا بندقية أشرف من بندقية الجيش الحر ولا راية أطهر وأصدق من راية الجيش الحر». وأفاد عن حدوث فجوة بين بعض عناصر الطرفين على خلفية التصريحات المنسوبة إلى الجولاني وأعلنت «مؤسسة المنارة البيضاء» إن الجولاني «لم ينكر وجود الجيش السوري الحر بل وأثنى على عمله في «مجزرة الدبابات». وقالت: «البعض يريد أن يقول إننا نعادي الجيش السوري الحر ونقاتله، فأوضحنا أنه لا يوجد شيء اسمه جيش سوري حر (منظّم) بل فصائل مفرقة منها الجيد ومنها السيء ومن يعتدي علينا منها نتخذ ضده إجراء». وأكمل المكتب الإعلامي بعد التواصل مع الجولاني: «لم ننكر وجود الجيش السوري الحر لكن هذا اسم عام وفضفاض ولا توجد تحته (عناصر منظمة) فالجيش الحر موجود، وأثنينا على عملهم في مجزرة الدبابات».