بروكسيل - أ ف ب - دعا الحلف الاطلسي (ناتو) امس، الرئيس الافغاني حميد كارزاي الى الانضباط معتبراً ان انتقاداته المتكررة للغربيين في شأن التورط بعمليات تزوير انتخابية وعدم الاعتراف بسيادة افغانستان تثير القلق، كما دعاه الى الأخذ في الاعتبار التضحيات التي تقدمها القوات الدولية لبلاده. وتتلقى كابول مساعدة ببلايين الدولارات من الدول المانحة التي ارسلت 126 الف جندي لمساندتها. واعلن الناطق باسم الحلف جيمس اباثوراي ان «الاسرة الدولية وبينها الناتو ما زالت تبذل جهوداً ضخمة وتقدم تضحيات من اجل دعم الشعب الافغاني كي يتخلص من الارهاب على اراضيه. ونأمل بأن يعترف الشعب الافغاني بذلك على اعلى مستوى». وافادت صحيفة «وول ستريت جورنال» السبت الماضي بأن الرئيس الافغاني انتقد مجدداً داعميه الاجانب خلال لقاء خاص مع حوالى 70 برلمانياَ افغانياَ. واكد مشاركون في اللقاء ان الرئيس الافغاني حذر من ان تمرد حركة «طالبان» قد يتحول الى حركة مقاومة شرعية اذا واصل الاجانب التدخل في الشؤون الافغانية، وانه ذهب الى حد التهديد بالانضمام الى الحركة اذا لم يسانده البرلمان في السيطرة على هيئة مكلفة الاشراف على العملية الانتخابية. وكان البيت الابيض رفض اول من امس اتهامات كارزاي للغربيين بالتدخل في تزوير الانتخابات، وقال الناطق باسمه روبرت غيبس: «تثير الملاحظات مشكلة ولا مضمون حقيقياً للانتقادات»، مذكراً بأن تصريحات كارزاي تتزامن مع ارسال عشرات الآلاف من الجنود الاميركيين لخوض حرب تكلف واشنطن بلايين الدولارات. ميدانياً، اعلن الحلف الاطلسي مقتل امرأتين وطفل ورجل مسن في غارة جوية نفذتها طائرات تابعة على منزل اطلق عناصر من «طالبان» النار منه في منطقة نهر السراج في ولاية هلمند (جنوب). وافاد في بيان: «لم تعلم قواتنا وجود مدنيين داخل المبنى». ويشتكي الاهالي والحكومة الافغانية دائماَ من الغارات العشوائية التي تشنها القوات الدولية وتسفر عن سقوط مدنيين، في وقت امر القائد الاعلى للقوات الاجنبية الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال رجاله اخيراً بالعمل على الحد من الخسائر بين المدنيين خلال عملياتهم. وكانت قوات الاطلسي اعترفت اول من امس، بعدما نفت ذلك مرات، بأن القوات الخاصة الاميركية قتلت خمسة مدنيين هم رجلان وثلاث نساء في غارة شنتها على قرية قرب غاردز عاصمة ولاية باكتيا شرق افغانستان في 12 شباط (فبراير) الماضي. واورد بيان الحلف الاطلسي: «نأسف جداً لما آلت اليه هذه العملية، ونتحمل مسؤولية تحركاتنا تلك الليلة وندرك ان عائلات الضحايا ستتألم بسبب ذلك الى الأبد». واوضح الناطق باسم الحلف الاطلسي الجنرال اريك تريمبلي ان «قوة الحلف الاطلسي اقتحمت المزرعة بعدما اعتقدت بأن الرجلين يشكلان خطراً على امن جنودها، لكنهما حاولا فقط حماية عائلتيهما». وافادت صحيفتا «نيويورك تايمز» الاميركية و «تايمز» البريطانية ان عناصر من القوات الخاصة الاميركية نفذت العملية، ثم اخرجوا الرصاصات من جثث الضحايا في محاولة لتمويه سبب وفاتهم. وكانت الاممالمتحدة اعلنت في كانون الثاني (يناير) الماضي ان حصيلة القتلى المدنيين العام الماضي اعتبرت الاكبر خلال سنوات الحرب الثماني في افغانستان، حيث سقط اكثر من 2400 قتيل، اي بزيادة 14 في المئة مقارنة بعام 2008. وعلى رغم ان المتمردين قتلوا ثلاثة اضعاف عدد السكان الذين قتلتهم القوات الاجنبية والافغانية، انتقدت الاممالمتحدة هذه القوات مؤكدة ان عملياتها اسفرت عن سقوط ربع الخسائر المدنية اي حوالى 596 قتيلاَ. وبعدما تعرضت الى انتقادات الحكومة الافغانية بسبب قتلها، «بلا تمييز احياناً»، عناصر «طالبان» وسكاناً مدنيين، وعدت الولاياتالمتحدة التي تشكل قواتها ثلثا القوات الدولية، بأن تجعل من الحد من الخسائر المدنية خلال الغارات «اولوية» لها.