احتدم النقاش بين مسؤولين في «تعليم الرياض» ومشرفين تربويين خلال اجتماع عُقد أخيراً في مقر إدارة الإشراف التربوي، بسبب مطالباتهم بتعويض مادي ومعنوي إزاء جهودهم الإضافية، في مكاتب التعليم بمنطقة الرياض. واعترض مشرفون تربويون على تكليفهم ببرنامج «فطن» من دون تفريغهم للعمل، أو صرف مكافآت مالية لهم، نظير جهودهم المبذولة في البرنامج والدورات التدريبية التي يقيمونها للمعلمين في الميدان التربوي، إضافة إلى مهمات الإشراف، التي تتطلب أعمالاً كثيرة في عملهم الميداني، على حد قولهم. وأكد مشرفون تربويون خلال الاجتماع الأول للمنسقين لوضع خطط برنامج «فطن» في تعليم الرياض أخيراً، أن «العمل اليومي للمشرف التربوي كثير»، وأن الجهد المبذول في الزيارات الإشرافية اليومية للمدارس لتقويم المعلمين في التخصصات أكبر منه. وطالبوا خلال الاجتماع بتكريمهم وتقديرهم مالياً ومعنوياً، مشددين على أن البرنامج المركزي في الوزارة يُنفَق عليه مئات الآلاف على الإعلانات الملونة «قاصرة الدلالة» في الصحف ولوحات الشوارع الموجودة عند الإشارات الضوئية، أو في القنوات الفضائية. واتهم المشرفون، المسؤولين عن «فطن» الوقائي في وزارة التعليم بصرف مبالغ مالية ضخمة على إعلانات البرنامج في الصحف والقنوات التلفزيونية واللوحات حول إشارات المرور، من دون أن يكون للمشرفين التربويين في المقابل أي تقدير أو تشجيع من الوزارة. وقالوا إن أعمالهم اليومية تُرفع يومياً من خلال المؤشر الإشرافي، إلى جانب زياراتهم الدورية إلى المدارس واهتمامهم بقضايا المعلمين، لافتين إلى أن بعض هذه الأعمال ينجزونها في الفترة المسائية في المنزل. وأضافوا، خلال اجتماعهم، أن من ضمن مطالبهم إعداد خطط لبرنامج «فطن»، إلا أنه اتضح عدم توافر خطة تنفيذية واحدة من الوزارة للبرنامج، يتم تطبيقها في الميدان على عموم إدارات التعليم والمدارس في المملكة، إلى جانب عدم اعتماد موازنة مالية للبرنامج، فالحقائب التدريبية للمعلمين والمعلمات في البرنامج، تتطلب، على حد قولهم، مبالغ مالية كبيرة، لتزويد كل معلم بحقيبة تدريبية. وأشاروا إلى أن تعليم الرياض يحتاج إلى أربعة آلاف حقيبة تدريبية، بواقع حقيبة لكل مدرسة، إلى جانب تكاليف تنفيذ البرامج، من محاضرات ودورات وحفلات وفعاليات أخرى، وهي تتطلب تدابير مالية، لتوفير مستلزمات مكافآت للمحاضرين أو المدربين. وكان المدير العام للإشراف التربوي في «تعليم الرياض» محمد السمان، أكد في الاجتماع عدم مسؤولية إدارة الإشراف التربوي عن الأمور المالية التي تعلقت بها مطالبات المشرفين التربويين، ودفع بأن إدارته ليست مسؤولة عن برنامج «فطن» الوقائي إلا في مجال إعداد الخطط، وهو ما أثار حفيظة المشرفين التربويين خلال الاجتماع.