رسم فنان الغرافيتي العالمي بانسكي لوحة جدارية أخيراً ظهر فيها ستيف جوبز على جدار مخيم للاجئين السوريين في منطقة كاليه الفرنسية، في واحد من أجمل أعمال الرسام البريطاني التي طالما أثارت جدلاً، يسخر فيها من الدعوات في الولاياتالمتحدة وأوروبا الى عدم استقبال السوريين الفارين من جحيم الحرب في بلادهم. وأبرز الرسام، الذي لا يعرف اسمه الحقيقي، في جداريته واقع أن والد مؤسس شركة "آبل" العالمية ستيف جوبز كان لاجئاً سورياً، وان استقباله في الولاياتالمتحدة كان السبب في قيام اكثر الشركات نجاحا في عصرنا الحاضر، إذ تبلغ قيمة الضرائب التي تسددها الى الخزينة الاميركية سبعة بلايين دولار في السنة. وتأتي الجدارية في وقت باتت قضية استقبال اللاجئين السوريين في دول الاتحاد الاوروبي واميركا الشمالية قضية سياسية من الطراز الاول، تشغل الرأي العام والاحزاب السياسية والمنظمات الانسانية، وتحولت احيانا الى ذريعة لتعبيرات عنصرية ومناهضة للمسلمين. وسبق لبانسكي أن رسم على أجزاء من مبنيين مدمرين في قطاع غزة المحاصر لوحات جدارية في العام 2014، إضافة الى لوحات جدارية عدة أنجزها في غزة والضفة الغربية، عبر من خلالها عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني. ونشر مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" صورة للوحة الجديدة يظهر فيها الراحل الشهير جوبز حاملاً صرة كتلك التي يحملها اللاجئون أثناء تنقلهم. وقال أحد المغردين إن "آبل موجودة الآن لأنهم سمحوا يوماً لوالد جوبز القادم من محافظة حمص السورية بالبقاء"، في إشارة الى الأصوات المنادية بمغادرة اللاجئين. وكان جوبز المولود في العام 1955 في مدينة سان فرانسيسكو لوالد سوري الأصل، يدعى عبد الفتاح جون جندلي، واحداً من أهم رجال الأعمال في الولاياتالمتحدة، وأسس في العام 1976 مع كل من رون واسن وستيف وزيناك شركة "آبل" العملاقة ، ثم أعاد بناءها في العام 1997. وأسس جوبز شركة "نكست"، ثم أصبح عضواً في مجلس المديرين في "والت ديزني" بعدما استحوذت الأخيرة على شركة "بيكسار" التي امتلك جوبز أكبر حصة من الأسهم فيها. وتوفي المخترع في العام 2011 بعد معاناة دامت ثلاث سنوات بمرض السرطان عن عمر ناهز 56 عاماً.