اضطر برنامج تعليمي فريد نجح معلم سعودي أخيراً في ابتكاره وزارة التربية والتعليم السعودية إلى إيفاد لجنة تربوية اختصاصية لمدرسة المعلم (تزورها اليوم الثلثاء) للاطلاع على التجربة، ومشاهدة تطبيقاتها الخاصة عن قرب، خصوصاً بعد أن لاقى رواجاً كبيراً بين فئات المجتمع التعليمي أخيراً لدمجه مناهج التعليم العام بأساليب المتعة والمرح، إضافةً إلى سعيه إلى غرس المفاهيم التربوية السليمة في عقل الطالب من دون رهبة أو عقدة أو صعوبات تعليمية أخرى، وأكد صاحب الابتكار المعلم حسن مظفر في متوسطة خالد بن فهد النموذجية التابعة لتعليم محافظة جدة ل«الحياة»، أن طريقته الحديثة تعتمد على معادلة أساسية وهي المعلومة + المرح أو المتعة = المعرفة، وتطبق بين طلاب المراحل الابتدائية والصفوف الأولية داخل الفصول الدراسية بحركات اليد البسيطة وفق خمسة قوانين رئيسة يتم إلزام الطلاب بحفظها. وتسميعها مع بدء كل حصة دراسية، أو عند حدوث موقف تعليمي أثناء الحصة ناقض استخدام أحد هذه القوانين. وأوضح أن القوانين الخمسة تنطلق من القانون الأول والأساسي، والذي يركز على أسلوب الحوار بين الطالب والمعلم داخل الفصل، وعنوانه «ارفع يديك إن أردت أن تتحدث»، فيما أسس القانون الثاني على أصول التربية المثلى في التعاملات العامة بين الطالب ومعلمه وبين الطالب وزملائه، وقاعدته «ارفع يديك إن أردت أن تستأذن»، لافتاً إلى أن هذه القوانين تسمع بطريقة يومية من الطلاب، وحال أخطأ طالب في تطبيق أحدها يضج طلاب الفصل بالاعتراض ناطقين ببند القانون الذي يجسد معنى الحالة الخاطئة. وقال ل «الحياة» «إن القانون الثالث يركز على حديث الطالب وتعامله اللغوي والفكري واستفساره لمعلمه أو إجابته له أثناء سؤاله داخل الحصة الدراسية، وهو : تمهل واستخدم عقلك جيداً»، مضيفاً أن هذا القانون يمرس الطالب على الحديث بتمهل، وعقلانية، ويرتب له الجمل والأفكار التي يود طرحها أثناء رده على أحد الأسئلة الموجهة له، أو في حال استفساره عن معلومة لم يفهمها أو يدرك أبعادها. ولفت إلى أن القانون الرابع يهتم بأخلاقيات وسلوكيات الطالب داخل وخارج الفصل، وأثناء المحاضرات والاجتماعات التي تنظمها إدارة المدرسة وخلال الفسح الدراسية المختلفة، ويقول قانونها «تبادل الاحترام مع زملائك، واجعل معلمك دائماً مبتسماً»، مؤكداً أن هذا القانون يغرس في نفوس الطلاب حب الاحترام والتقدير المتبادل بينهم، كما يعلمهم كيفية تعاطيه مع معلميهم وفق الأسس التربوية الصحيحة التي تؤسس لطالب واع ومثالي يكون مخرجاً تعليمياً نافعاً لمجتمعه. وأكد مظفر أن التجربة التي أطلق عليها مسمى «تفاعل بلاحدود» لا تعتمد في أساسها على التقنيات التعليمية، ويمكن استخدامها وتطبيقها من دون تلك التقنيات، لأنها تعتمد على حركات اليد البسيطة، مشيراً إلى أن إطلاق هذا البرنامج أو التجربة يأتي بعد مخاض دام خمسة أعوام من التجربة والتدقيق والتمحيص، مارسه على عدد من أساليب التربية والتعليم لدى الطلاب والمعلمين والعملية التربوية بكاملها. ولفت إلى أن إدارة التربية والتعليم في محافظة جدة أبلغته رغبتها في الاطلاع على التجربة لدرسها وتقويمها، ومن ثم اعتمادها على باقي المدارس التعليمية إن أتمت الاشتراطات التربوية الخاصة بها. مؤكداً أن لجنةً من الإدارة ستزوره صباح اليوم داخل المدرسة لمشاهدة التجربة ومدى إمكان تطبيقها مستقبلاً على طلاب المرحلة الابتدائية.