من أجل دعم المجتمعات المحلية والعربية وتمكينها في مجال رصد صورة المرأة في الإعلام، وتغيير الصورة السلبية للمرأة العربية في الغرب، نظم المعهد السويدي في الإسكندرية برئاسة تومي أرفينز، متعاوناً مع مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية، مؤتمراً دولياً حول «استراتيجيات عمل الشبكة العربية لرصد صورة المرأة والرجل في الإعلام العربي». شارك في المؤتمر ممثلون عن منظمات المجتمع المدني العربي من لبنان وفلسطين والأردن وتونس والمغرب والسودان واليمن والبحرين والجزائر ومصر. وتمثل هذه الدول «الشبكة العربية لرصد صورة المرأة والرجل» التي تأسست عام 2006، بغية تكوين المراصد الإعلامية في الدول العربية وتطويرها، إضافة إلى بناء خبرات وقدرات بشرية وشراكة استراتيجية مع الفاعلين والمؤثرين إعلامياً في المجال الاجتماعي. وفي ما يتعلق برصد صورة المرأة في الإعلام، تهدف الشبكة إلى رفع الوعي من خلال عقد لقاءات وندوات وتنظيم برامج تدريبية ومحترفات مع الكتاب والصحافيين والإعلاميين، لتغيير الصورة النمطية للمرأة والرجل في وسائل الإعلام، وكذلك إلى تطوير نظام معلومات عن منظمات المجتمع المدني العربية، الحكومية وغير الحكومية، التي تعمل في قضايا الرصد الإعلامي ووضع المعلومات في متناول الباحثين، وإلى إصدار نشرات إخبارية بحثية لتعميق الحوار والتنسيق بين المنظمات المختلفة، فضلاً عن تشجيع إنتاج برامج فنية متنوعة مستقلة تقدم صورة بديلة عن المرأة والرجل في الإعلام. وشهد المؤتمر مراجعة إنجازات، ووضعت استراتيجية مستقبلية، وعرضت لخبرات الدول المختلفة المشاركة في الورشة، وكيفية تفعيل الشراكة والتعاون بينها. وأشار المشاركون إلى الانحياز الكامل للرجل وعدم تحقيق المساوة، إذ توصف المرأة بنعوت غير مناسبة لمكانتها واتهامها بالتخلف الفكري وعدم النضج العقلي، بينما يوصف الرجل بالعقلانية والإرادة والقدرة على التخطيط. وانتقد المشاركون بعض كتاب المقالات في البلاد العربية لانحيازهم التام للرجل، والعمل على تشوية صورة المرأة في المجتمع والإشارة إلى المرأة فقط كجسد وليس كعقل يفكر ويدرس ويبدع. وأشارت مديرة مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية عزة كامل (مصر) إلى أن الشبكة العربية تهدف إلى دعم المجتمعات المحلية والعربية وتمكينها في مجال رصد صورة المرأة في الإعلام. وتتكون الشبكة من 11 دولة عربية تساعد منظمات المجتمع المدني على إيجاد مراصد خاصة لمتابعة الإعلام المرئي والمقروء والمسموع لقضايا المرأة والرجل، إضافة إلى إقامة التدريبات وتزويد الجمعيات بالمهارات المختلفة والعمل على تغيير الصور النمطية وإيجاد إعلام بديل مع الشراكة مع الإعلاميين. وأوضحت مديرة «منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان» هدى جعفر (اليمن) أن المنتدى الذي أنشئ عام 1998، وهو أحد منتديات الشبكة العربية ومن أهم المنظمات الحقوقية في اليمن، يعمل على محاور عدة من أهمها الحماية القانونية للنساء والأطفال ضحايا العنف، وهو مشروع تعاون مع الحكومة الهولندية والكندية. ويرصد منتدى الشقائق الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة اليمنية، مثل الاغتصاب والتحرش وسواهما من وسائل العنف، مقدماً المساعدة القانونية للواتي لا يستطعن الحصول عليها لأسباب مادية واجتماعية. وتؤكد جعفر أن حقوقاً كثيرة للمرأة اليمنية مهدورة، على رغم وجود وزيرتين ووصول نساء يمنيات إلى البرلمان، فضلاً عن ارتفاع نسبة الأمية التي تبلغ في المئة، تبعاً للعادات والتقاليد القبلية المتشددة والموروثات الدينية الخاطئة التي تعتبر السبب الرئيس في جهل الكثير من النساء في اليمن. وشددت مديرة الإعلام والاتصال في مركز المرأة العربية للبحوث والتدريب (الكوثر) الذي يتخذ من تونس مقراً له، اعتدال مجبري على أهمية القيام بدراسات تمكن من المقارنة واختيار منهجية موحدة للمواضيع التي تعمل عليها كل بلد بحيث يمكن رصد صورة المرأة والرجل في الصحافة العربية واختيار شكل الإعلام المناسب لهذا الرصد. توصيات أما توصيات المؤتمر فأدرجت في أربعة محاور، هي: طرق البدائل المرجوة، وطرق تفعيل الشبكة، بالإضافة إلى الرصد والتدريب، والحملات والضغط على صانعي القرار لتغيير الصورة النمطية للمرأة والرجل في الإعلام. وأوصى المشاركون بضرورة العمل على تغيير الصورة النمطية للرجل والمرأة، وتحقيق مبدأ المساواة وعدم التمييز على أساس الدين أو الجنس. وطالب المؤتمر بتأسيس شراكة فعلية بين جمعيات العمل الاجتماعي والأهلي المهتمة بحقوق الإنسان والمساواة والمواطنة في الدول العربية، مع وضع مرصد لقياس التغيرات والأحداث داخل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في كل البلدان العربية. وأكد المشاركون من ممثلي منظمات العمل الأهلي والاجتماعي في الدول العربية على أهمية وجود منظومة عربية متكاملة تضع الأفكار والمعلومات أمام وسائل الإعلام المختلفة كهدف أساسي لتحقيق فرص التغيير.