ثمّن نجل الشاعر محمد الثبيتي، يوسف، لولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز موقفه الإنساني بتمديد فترة علاج والده في مدينة الأمير سلطان الطبية، وتأكيده على عدم إخراجه من المدينة إلا بعد علاجه وتأهيله مبدياً شكره لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، على وقفته المسؤولة والثقافية مع أبيه، كون الوزير تابع الحالة منذ تعرض الثبيتي لجلطة في القلب والدماغ، وسعى جاهداً لنقله من مستشفى «الششة» إلى تخصصي جدة، ثم إلى مدينة الأمير سلطان، إضافة إلى زيارته مرات عدة، مؤملاً من المسؤولين في مدينة سلطان والهيئة الطبية ألا يتم إخراج والده من المدينة إلا بعد تعافيه تماماً، وفقاً لما وجّه به ولي العهد، إذ لا يتوافر مكان ملائم لحالته في المنزل. وأبدى الابن الأكبر للشاعر أسفه من اختفاء الكثير من أصدقاء والده من حياتهم، منذ تعرضه لأزمة صحية قبل عام ونصف العام، أفقدته ذاكرته وحركته وقدرته على النطق، موضحاً أن حرقته مضاعفة من هؤلاء الأصدقاء، كونهم لا يسألون عن صديقهم الشاعر محمد الثبيتي، «ولا يزورونه باستثناء عدد محدود منهم، ولا يتفقدون أسرته وحاجاتها»، مع علمهم أن أسرته «تمر بضائقة مالية يصعب تجاوزها إن لم يقف معنا المحسنون من المسؤولين والمثقفين». ولم يخف يوسف، في حديث ل«الحياة»، ألمه كون ديون والده «تتجاوز 150 ألف ريال، وبطاقته الخاصة بالصراف الآلي محتجزة لدى البنك لانتهاء تاريخ صلاحيتها»، مؤكداً أنه الوحيد الموظف من أسرة قوامها تسعة أفراد، مضيفاً أن راتبه لا يتجاوز خمسة آلاف ريال يذهب جزء منها سداد قرض وجزء آخر سداد قسط سيارة، فيما يقتطع البنك من راتب والده قسطاً شهرياً لسداد قرض سبق لوالده أن انتفع به، مشيراً إلى أنهم يسكنون في شقة بإيجار شهري قدره ألفا ريال، وأن إيجار عامين مضيا لم يتم سداده لمالك المنزل. ولفت يوسف محمد الثبيتي إلى أن تكريم أندية «الطائف»و«الرياض»و«جدة» الأدبية «شكلي»، لم يتجاوز إهداءه درعاً مثخنة بكلمات فضفاضة، سيمحوها مرور الوقت وسيرورة الزمن، مؤكداً أنه لم يتسلم ريالاً واحداً من أي مؤسسة ثقافية، على رغم أنه توقع أن تتبنى بعض المؤسسات الثقافية أو المسؤولين تأمين منزل للشاعر الثبيتي وأسرته. وأضاف يوسف أن عدداً من المثقفين «أعلنوا أنهم سيتبنون جمع مبالغ مالية للتضامن مع والده وأسرته، إلا أنه لم يتحقق أي شيء على أرض الواقع»، ناقلاً، من خلال «الحياة»، صورة معاناته مع الدوام «في وظيفة تستلزم منه الصعود إلى الطائف صباح كل يوم والعودة مساء، ما يستهلك كثيراً من وقته وجهده وينسيه بعض واجباته الأسرية مع والدته وشقيقاته. وقال إنه لم ينجح في إخراج وكالة عن والده وبقية الأسرة، ليتمكن من قبض راتب أبيه التقاعدي وتلبية حاجات أهله، إذ ان النهار ينقضي بين عمله في الطائف وسكنه في مكة، إضافة إلى بيروقراطية المحاكم والمؤسسات ذات العلاقة وروتينها الممل، كما وصف. من جهة أخرى، ناشد القاص فهد الخليوي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة «التدخل السريع لحل هذا الإشكال المتعلق بأسرة شاعر مبدع، طالما كان ملء السمع والأبصار»، مؤملاً من الدولة «موقفاً إنسانياً مشرفاً تخرج به أم يوسف وأولاده من حال اجتمع فيها المرض على زوجها والبؤس عليهم». وتمنى الشاعر عبدالمحسن يوسف أن تتبنى وزارة الثقافة تكريم الثبيتي «بطريقة تليق به وبها بعيداً عن تقديم «الدروع» وصفّ الكلمات الخطابية الفجة، التي تقال في مناسبات التكريم عادة، وهي كلمات تتبخر في الهواء حالما ينفض السامر، ويذهب كل إلى غايته»، لافتاً إلى الوضع المأسوي الذي عليه حال الشاعر وأسرته، «إذ هي على ما هي عليه منذ تعرض الشاعر لأزمة صحية». وقال يوسف: «إن الكلام ليس مجدياً في وضعية الشاعر الكبير محمد الثبيتي، شفاه الله، وكذلك الدروع وشهادات التكريم والإشادة، فماذا يضيف كل هذا لأسرة تعاني من أوضاع اقتصادية سيئة»؟ متسائلاً: «متى كان الكلام يطعم خبزاً؟ ومتى كانت المدائح ذات جدوى؟». وتطلع إلى أن «تلتفت الجهات الرسمية المعنية بالشأن الثقافي وسواها، من مؤسسات المجتمع المدني، إلى الظروف الصعبة التي تمر بها أسرة هذا الشاعر الكبير»، مطالباً أن يسهم المثقفون، الذين كان يتعين عليهم منذ زمن إنشاء صندوق لمثل هذه الحالات، في إسعاف صديقهم وأسرته الكريمة، مشدداً على أن «حرف من عمل خير من مخزن كلام».