ينطلق اليوم معرض جدة الدولي للكتاب، برعاية أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل، ويتوقع أن يشهد المعرض إقبالاً كبيراً، خصوصاً أن حوالى 440 داراً من 25 دولة خليجية وعربية وعالمية تعد من كبريات دور النشر في العالم العربي، تشارك في فعالياته التي تستمر 11 يوماً. ويحتفي المعرض برواد الأدب السعودي والمؤسسين لتاريخه، إذ حرصت اللجنة العليا على تسمية ممرات المعرض ال29 بأسماء رواد الثقافة ورجالات الأدب تخليداً لذكراهم ودورهم في إثراء الحركة الثقافية بالمملكة، ليتصدر اسم الأمير خالد الفيصل الممر الرئيس للمعرض، إضافة إلى بقية أسماء الأدباء والشعراء والمؤرخين والكتاب، الذين كانت لهم بصمة في تأسيس الأدب المحلي في الحقبة الأولى منه. وتستهل فعاليات المعرض، الذي شيد على مساحة إجمالية تصل إلى 50 ألف متر مربع، وتبلغ مساحة صالة العرض فيه 20,600 متر مربع كأكبر صالة عرض بالمملكة، بندوة ثقافية خصصت للتعريف بهؤلاء الرواد الذين أثروا الحركة الثقافية السعودية، الذين حددت أسماؤهم ضمن معايير دقيقة إلى جانب تخصيص مساحة لرسامي الكاريكاتير على أرض المعرض لمشاركة أعمالهم مع الزوار ممن ستعرض أعمالهم في قاعات الندوات وبعض الممرات، كما سيتمكن الزوار من قضاء أوقات ممتعة في التنقل داخل ممرات المعرض والبالغة مجموع أطوالها 3500 متر، ومتابعة أكثر من 100 ألف عنوان للكتب في المعرض. كما يركز البرنامج الثقافي للمعرض على التصوير الضوئي وتنمية مهارات وثقافة الطفل والكتابة الإبداعية للأطفال واليافعين والكتابة المسرحية والخط العربي والنشر الإلكتروني والفنون التشكيلية، في حين تم توظيف 60 شاشة تفاعلية إلكترونية في المعرض، بهدف رفع العناء والمشقة والتسهيل على الزائرين البحث عن عناوين الكتب وأماكن وجودها، عبر إرشادهم بالخرائط التوضيحية لدور النشر والمؤلفين والممرات التي يسلكونها، وهناك عروض ثلاثية الأبعاد على أكبر شاشة عرض بالمملكة تبلغ مساحتها 1600 متر مربع وتقديم مزيج متناغم من الحراك الثقافي والمعرفي. ويضم المعرض أيضاً جناحاً خاصاً لتاريخ الطباعة يعرض فيه مراحل تطور طباعة الكتب عبر الزمن حتى يومنا هذا، وصولاً إلى الطباعة الرقمية، وركن الخط العربي يمارس فيه أنواع الخط العربي والتعريف بها، إضافة إلى استضافة خطاطين لتقديم العروض المباشرة لزوار المعرض، وهناك منصات توقيع الكتب والمخصصة لتوقيع الكتب من مؤلفيها، ووجود لجنة مختصة في إدارة المعرض تقوم بتدقيق بيانات المتقدمين وفق المعايير المحددة مع مراعاة أعداد الكتب، كما أن هناك جناحاً مخصصاً للكتاب الرقمي يشرح مفهوم الكتب الرقمية «المزايا والعيوب» وأسباب التوجه إليها في العصر الحديث. ... ويحظر الكتب العنصرية والطائفية { جدة - فواز المالحي أكد المشرف على معرض الكتاب في جدة سعود كاتب، أن الاستعدادات لمعرض جدة الدولي للكتاب استغرقت 3 أشهر، وعدها فترة يسيرة من أجل تجهيز معرض دولي انقطع نحو 12 عاماً، وشدد قبيل بدء فتحه أبوابه على منع الكتب ذات الصبغة العنصرية والطائفية. وقال كاتب ل«الحياة»: «إن المعرض يعود بإمكانات عالية وفعاليات مختلفة، اشترك فيها المسرح والشعر والطفل والتشكيل»، لافتاً إلى «حضور خطاطي كسوة الكعبة، للشرح العملي لكيفية كتابة العبارات على كسوة الكعبة. كما سترافق الحضارة الحجازية التي سجلت أخيراً حضورها الدولي بصمة في معرض الكتاب الدولي في جدة، الذي سيكون علامة فارقة بين معارض الكتاب الدولية حول العالم». وأضاف كاتب: «تم توفير 60 جهاز دليل إلكتروني داخل المعرض، يستطيع من خلالها الباحثون معرفة أسماء المؤلفين والبحث عن الكتب المعنونة التي يرغبون في الوصول إليها رقمياً من دون عناء البحث». وزاد: «حرصنا أن تتمتع المنشورات بالسقف الأعلى من الحرية، وليست لدينا نية في حجب إصدارات بحسب آراء الأطراف المختلفة في ما لم يتم مس سيادة الدول، أو التدخل المحظور في سياسات الآخرين، أو بث الفتنة والتطرف والعنصري». وتستمر فعاليات المعرض بمشاركة 21 دولة خليجية وعربية وعالمية، و370 دار نشر محلياً وخليجياً وعربياً وعالمياً، وستلقى فيه محاضرات وندوات ثقافية وأدبية وورش عمل ذات علاقة بالثقافة وصناعة النشر ومستقبلها، وأمسيات شعرية وقصصية، وعروض مسرحية مختلفة. وتمتد أيام المعرض منذ في مطلع ربيع الأول حتى ال11 منه، ويفتح أبوابه للزوار والمشاركين، ابتداء من يوم السبت المقبل، فيما سيكون الجمعة موعداً للافتتاح الرسمي.