كيب تاون، فنترسدورب (جنوب أفريقيا) - أ ف ب، رويترز - سادت مخاوف في جنوب افريقيا امس، من مواجهات مع اليمينيين المتطرفين البيض الذين هددوا بالإنتقام لمقتل زعيمهم يوجين تيربلانش على ايدي شابين من السود، في اخطر هجوم من نوعه منذ انتهاء نظام التمييز العنصري في البلاد في اوائل التسعينات من القرن الماضي. ودعا رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما إلى الهدوء بعد تهديدات اطلقها اعضاء في «حركة المقاومة الافريكانية» المناهضة لحكم السود بشن هجمات انتقامية، فيما اعتقلت الشرطة الشابين الأسودين اللذين كانا يعملان لدى تيربلانش ويعتقد أنهما قتلاه مساء السبت بعد مشادة بسبب تخلفه عن دفعه أجريهما. لكن «حركة المقاومة الأفريكانية» استبعدت ان تكون الجريمة ناتجة من نزاع فردي، مؤكدة انه ضرب حتى الموت في هجوم يحمل «دوافع سياسية واضحة». واعلن الامين العام للحركة اندري فيساجي عقد اجتماع حزبي في مطلع ايار (مايو) المقبل، لاتخاذ قرار حول خطوات الحركة في المستقبل، ودعا اعضاءها الى الهدوء وتنحية رغبتهم في الانتقام جانباً الى حين موعد الاجتماع. واشار فيساجي الى ان تيربلانش «قتل ضرباً بسواطير وانابيب ري». وتجمع انصار تيربلانش في مزرعته في قرية فنترسدورب شمال غرب البلاد امس، ورددوا هتافات تدين اغتيال زعيمهم. ونقل عن بعضهم قوله ان القاتلين (21 و 16 سنة) تأثرا ب «دعوات مستجدة» الى قتل اصحاب المزارع من البيض. وزادت مخاوف من تصاعد الاستقطاب العنصري في جنوب افريقيا أخيراً، بعدما انشد يوليوس ماليما زعيم رابطة الشبان في حزب «المؤتمر الوطني الافريقي» الحاكم، أغنية من حقبة الفصل العنصري عنوانها: «اقتلوا البوير» وهي جماعة عرقية متحدرة من شمال غرب اوروبا تتحدث «الافريكانية» (القريبة من الهولندية)، بسطت سيطرتها على الحكم في مرحلة التمييز العنصري. وفي محاولة لاحتواء التوتر، توجه وزير الشرطة في جنوب افريقيا ناثي مثيثوا الى القرية حيث عقد مؤتمراً صحافياً دعا فيه المواطنين من الاعراق كافة الى «عدم تأجيج العنف» بعد الجريمة، وحضهم على تجنب الإدلاء بتصاريح غير مناسبة. وزار مثيثوا عائلة الضحية، وتحدث على الاثر عن «انفعال كبير قد يتفاقم»، لكنه خاطب انصار القتيل قائلاً: «دعوا الشرطة تقوم بعملها، ولا تؤججوا النار وتمجدوا العنف». وأكد أن القاتلين المفترضين سيحالان غداً الثلثاء على القاضي لتوجيه التهمة اليهما رسمياً. وعرف تيربلانش (69 سنة) بتشدده في معارضة إنهاء نظام التمييز العنصري، لكن دور حزبه اصبح هامشياً ولا يلقى تأييداً كبيراً بين سكان جنوب افريقيا من البيض الذين يمثلون عشرة في المئة من السكان. وظل تيربلانش متوارياً عن الأنظار في شكل كبير منذ الإفراج عنه في 2004 بعدما امضى حكماً بالسجن لضربه رجلاً أسود، ضرباً كاد يفضي الى موته.