وافقت الجزائر على زيادة مستوى تبادل المعلومات الأمنية مع الولاياتالمتحدة، بعدما رأت الأخيرة أنه الحل الوسط لإجراء تعديلات على الإجراءات الأمنية المشددة في مطاراتها التي كانت تستهدف مواطني 14 دولة، بينها الجزائر. وقال مسؤول أميركي في سفارة بلاده في الجزائر إن «لائحة الدول ال14 ألغيت رسمياً ولم تعد موجودة»، بعدما استعاضت الولاياتالمتحدة عنها «بإجراءات بديلة تعتمد على التبادل الفوري للمعلومات». وقال مسؤول قسم الإعلام في السفارة الأميركية في الجزائر جون براون: «توصلنا إلى صيغة أفضل للتعاون الأمني تعتمد على تبادل المعلومات آنياً، كما هو الحال مع جميع حلفائنا وأصدقائنا» بعد مشاورات بين مسؤولي الجانبين. وأضاف براون في مؤتمر صحافي أمس أن الإجراءات البديلة «ألغت رسمياً لائحة الدول ال14 التي وضعت بشكل استعجالي عقب محاولة انتحاري من القاعدة تفجير نفسه في رحلة من أمستردام إلى ديترويت في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي». وأضاف أن المعلومات التي سيتم تبادله هي «ما يتوافر من معلومات يومية تحدد بدقة التهديدات الإرهابية المفترضة عبر تحليل آني لأوضاع المسافرين من جميع الدول، بما فيها الجزائر». ويشير الإعلان الأميركي إلى فتح جبهة تعاون أمني بين الجزائروواشنطن في ما يخص حركة المسافرين، على رغم عدم وجود رحلات طيران مباشرة بين الدولتين وسفر الجزائريين إلى الولاياتالمتحدة عبر مطارات أوروبية. ولفت براون إلى أن «هذا القرار الذي اتخذ بالتشاور مع قطاعات وزارية وأمنية عدة، لقي قبولا من السلطات الجزائرية حسب ردود الفعل الأولى التي وصلتنا». وكان وضع الجزائر في لائحة الدول المطلوب تفتيش رعاياها في شكل دقيق في المطارات الأميركية، موجة غضب رسمي بدأت باستدعاء السفير الأميركي وإبلاغه بمذكرة احتجاج، ثم توالت التصريحات المنددة من أحزاب كبرى، ما دفع الولاياتالمتحدة إلى إرسال موفدين عدة. ويعتقد أن نائب مدير مكتب التحقيقات الفيديرالية الذي زار الجزائر قبل أيام درس آلية التعاون الجديدة مع مسؤولين أمنيين جزائريين وكيفية تطبيقها تقنياً. وقال براون «لا نخفي أن الأشهر الثلاثة الماضية شهدت عقد اجتماعات مكثفة للتشاور مع حلفائنا وأصدقائنا لدعم الإجراءات الأمنية وإلغاء اللائحة، ووقعنا بعد هذا كله اتفاقات مع وزارات وشركات طيران لدعم الأمن الجوي». و عبرت الجزائر على لسان سفيرها لدى واشنطن عبدالله باعلي عن ارتياحها بعد إلغاء اللائحة. وقال باعلي إن «المواطنين الجزائريين لم يعودوا عرضة للتمييز والتفتيش القاسي في المطارات الأميركية... هذا القرار جاء تتويجاً للجهود التي قامت بها الحكومة لدى الإدارة الأميركية لسحب القائمة التي تم وضعها على أساس تمييزي مس بكرامة المواطن الجزائري، وهو ما لم نتقبله». وأكد أن «الجزائر كانت مصممة على موقفها حتى النهاية، وتوجت جهودنا بعدول أميركي عن القرار». إلى ذلك، (أ ف ب) قُتل سبعة رجال أمن وعسكري واحد أول من أمس في انفجار قنبلتين في ولاية بجاية (250 كلم شرقي العاصمة) في منطقة القبائل. وذكرت صحيفة «الوطن» الصادرة باللغة الفرنسية أن سبعة رجال أمن يعملون لدى شركة أمن خاصة، قتلوا في الانفجار الأول الذي وقع لدى مرور حافلتهم قرب بجاية، أما الانفجار الثاني فوقع بعد ساعة، وأسفر عن مقتل عسكري وجرح اثنين آخرين. وأضافت الصحيفة أن القوى الأمنية مشطت المنطقة بعد هذين الانفجارين، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنهما.