تعرضت طالبة (22 عاماً) لأزمة صحية مفاجئة في كلية التربية لإعداد معلمات المرحلة الابتدائية التابعة لجامعة القصيم صباح أمس، وسقطت مغشياً عليها. ولم تفلح محاولات الموجودات في الكلية لإسعافها، فأبلغن هيئة الهلال الأحمر التي حضرت منها فرقة لكن حارسات الأمن منعن أفرادها من الدخول ما أخر إسعافها، وعندما أخرجنها الحارسات على نقالة تبين أنها متوفاة. واتهم مدير الفرع الرئيسي لهيئة الهلال الأحمر في منطقة القصيم صالح التويجري مسؤولي الكلية ب«قلة الوعي»، وعدم الإيمان بأهمية الوقت الإسعافي واستغلال كل ثانية منه، مشيراً إلى أن المسعفين انتظروا عند بوابة الكلية 9 دقائق حتى جلبت الحارسات الطالبة. وقال ل«الحياة»: استجابة الفرقة الإسعافية ووصولها موقع الكلية لم يتجاوز 4 دقائق، لكن الفرقة الإسعافية منعت من الدخول من قبل حارسات أمن الكلية اللواتي طلبن النقالة من المسعفين لإحضار الفتاة لهم فكان لهن ما أردن تداركاً للوقت، وعندما أحضرنها تبين أنها متوفاة ولم تفلح محاولات المسعفين إجراء الإنعاش القلبي الرئوي لها». من جهته، عزا مدير العلاقات والإعلام في جامعة القصيم مصطفى المشيقح عدم السماح بدخول المسعفين الكلية كونها مكتظة بالطالبات. وقال ل«الحياة»: «اتصلت إدارة الكلية على الهلال الأحمر في تمام الساعة 9.52 دقيقة بعد ظهور الإعياء على الطالبة في ساحة الكلية وسقوطها»، مؤكداً أن وجهها كان مزرقاً منذ البداية. وأضاف أن تجاوب الفرق الإسعافية كان سريعاً وطلبت حارسات الأمن النقالة من المسعفين لإحضار الطالبة وقمن بدور المسعفين في هذه الناحية ونقلها إلى سيارة الإسعاف. وجرى نقل الطالبة إلى مستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة إلا أنها وصلته متوفاة. وشيعتها جموع المصلين في مركز قصر العبدالله في محافظة الأسياح عصر أمس بحضور عميد كلية التربية الدكتور محمد الوطبان ووكيل الكلية الدكتور عبدالله المزيرعي ومدير الشؤون المالية والإدارية محمد السديس والذين نقلوا تعازي مدير جامعة القصيم لذوي الطالبة. يذكر أن المدير العام للدفاع المدني الفريق سعد التويجري كان أكد قبل نحو أسبوعين عدم أخذ الإذن من أحد لمباشرة الدفاع المدني أعماله، لافتاً إلى أن النظام يخول له الدخول إلى أي موقع في حال وجود هدم أو غريق أو حريق. وأشار في حينه إلى أنه أصدر توجيهات لجميع مديريات الدفاع المدني في المناطق، باستخدام القوة النظامية ضد كل من يحاول منع فريق الدفاع المدني من أداء مهامه: «طبيعة أعمالنا الإنسانية لا تحتمل مجاراة الإجراءات الروتينية، بل تحتاج إلى سرعة في التدخل واتخاذ القرار السريع لإنقاذ الأرواح والمحافظة على الممتلكات».