أكد رئيس نادي الطائف الأدبي حمّاد السالمي استعداد النادي لخدمة الثقافة والمثقفين في الطائف كافة، مشدداً على عدم التركيز على جانب دون الآخر. وأشار إلى انه ليس لديهم موقف لا من السينما ولا من الفنون الجميلة الأخرى، مشيراً إلى ترحيب النادي بالمعارض الفنية والعروض السينمائية العلمية والثقافية. وقال في حوار مع «الحياة» إنهم دفعوا إلى المطابع بأكثر من 15 كتاباً، والانتهاء من إصدارين ثقافيين، الأول إبداعي والثاني إخباري، لافتاً إلى أنهما سيصدران قريباً، إلى جانب عدد جديد من مجلة «وج» يصل في غضون أسبوع. هنا تفاصيل الحوار: بداية هل يمكن أن نعرف أبرز ما في خطة نادي الطائف الأدبي الثقافية للموسم الحالي؟ - وبداية كذلك... كان لا بد لنا قبل التخطيط والتنفيذ لموسم جديد لفعاليات النادي، من وضع استراتيجية واضحة، ومن ثم... ترتيب أوراق النادي من جديد. إذ تقوم استراتيجية النادي في المرحلة الحالية والقادمة على ركيزتين أساسيتين: الأولى: العمل على الانطلاق من المفهوم الأدبي لنشاطات النادي، وتحقيق المفهوم الأدبي الثقافي في حركية النادي، نظراً لأن الثقافة هي المفهوم الأوسع والأشمل، الذي بإمكانه استيعاب الحراك الاجتماعي أدبياً وثقافياً، ومن هنا فإن شريحة اجتماعية كبيرة، ستجد في النادي ما يخدم ويحقق اهتماماتها، شعرية ونثرية ونقدية وفنية وإعلامية وغيرها. الثانية: الانفتاح على المجتمع، انطلاقاً من كون النادي مؤسسة ثقافية، تنبع من المجتمع، وتتوجه بنشاطها للمجتمع نفسه، فإفساح المجال أمام أكبر عدد من المثقفين والمثقفات للمساهمة، وتقبل إنتاجهم وطباعته، ورعاية ميولهم وتنميتها، هي في صلب عمل النادي، إلى جانب مد الجسور مع كل المؤسسات العامة والخاصة، وعقد شراكات ثقافية مع جهات علمية وتعليمية وخدمية، أمر يخدم النادي، ويخدم بالتالي مجتمع المحافظة بكامله، فمن هذا المنطلق، اجتمعنا مع محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر، واجتمعنا كذلك مع أمين محافظة الطائف المهندس محمد المخرج، وقريباً نلتقي أمير المنطقة، ونحن نعرض في هذه اللقاءات، رؤية النادي لخدمة ثقافة ومثقفي مجتمعه، ونطرح طموحاتنا في تلقي الدعم والمؤازرة، ومن هذا الدعم المؤمل، إيجاد أرض للنادي، وبناء مقر لائق بثقافة الطائف ومثقفيها، على مساحة لا تقل عن عشرة آلاف متر مربع. بعد ذلك... وجدنا أن هناك مسارات تتطلب التصحيح الفوري، مسارات إدارية وتنظيمية غاية في الأهمية، وكانت هناك ملفات مفتوحة تستوجب المعالجة الدقيقة. استعادة القرشي وعضوات اللجنة النسائية وماذا عن استقالة الدكتور عالي القرشي وعضوات اللجنة النسائية؟ - تمكنا من حل أكبر معضلة كانت تواجهنا، وهي استقالة عضو بارز في النادي هو الزميل الدكتور عالي القرشي. عاد الدكتور القرشي إلى عضوية النادي، وإلى الإشراف على لجنة إبداع. في هذا الاتجاه كذلك، أعدنا العضوات الخمس اللاتي قاطعن النادي من قبل، ثم شرعنا في إعادة تشكيل اللجان: لجنة النشر، واللجنة العامة، ثم لجنة إبداع، حيث عادت بكامل أعضائها الذين استقالوا في السابق. كما أعدنا إحياء وتفعيل لجنة الخيمة العكاظية، بإشراف نائب رئيس النادي علي خضران القرني. آخر الملفات الشائكة؛ كان ملف اللجنة النسائية، وقد استطاع مجلس إدارة النادي تشكيل لجنة رباعية، ووضع آلية عملية مناسبة، ودعوة عدد من مثقفات الطائف لعضوية اللجنة، ومن ثم أجرين انتخابات بينهن، فاخترن من بينهن – وليس مجلس إدارة النادي - رئيسة للجنة هي الدكتورة حنان عنقاوي، ونائبة لها هي القاصة سارة الأزوري. كانت هذه أخي العزيز... إرهاصات لا بد منها قبل كل شيء، وقد استغرقت ثلاثة أشهر، واكبها تعديلات وإصلاحات على المبنى، شملت مكاتب النادي، وقاعات المحاضرات، وحتى الشارع المقابل بالتعاون مع أمانة الطائف. وإلى جانب ذلك، وتزامناً مع ما سبق، افتتحنا للمرة الأولى في النادي، رواقاً ثقافياً، ومكتباً للعلاقات العامة، وكنا نقيم ثلاث فعاليات كل شهر، موزعة بين نشاط إبداعي، وآخر عام، وثالث للخيمة العكاظية، وأصدرنا في شهرين ثلاثة كتب جديدة، ودفعنا إلى المطابع بأكثر من 15 كتاباً آخر، وجهزنا إصدارين ثقافيين، الأول إبداعي والثاني إخباري، وسيصدران قريباً، ويستمران بشكل شهري، إلى جانب عدد جديد من مجلة «وج» يصل في غضون أسبوع. يلاحظ أن هناك أندية تميزت في النشر والإصدارات المتنوعة وعقد اتفاق نشر مشترك مع دُور نشر عربية، وهناك أندية جعلت من السينما نشاطاً أساسياً فيها وأندية أخرى أنشأت جوائز بمبالغ تتعدى المئة ألف ريال... ترى بماذا يتميز نادي الطائف الأدبي؟ - سنخدم الثقافة والمثقفين في الطائف على مستويات عدة، ولن نركز على جانب واحد على حساب جوانب أخرى. ليس لدينا موقف لا من السينما، ولا من الفنون الجميلة الأخرى، سنقيم المعارض الفنية، ونرحب بالعروض السينمائية العلمية والثقافية، وسنشجع فن التصوير والخط والرسم، ونخصص جوائز للهواة والمبتدئين من الشبان والشابات. وسيتميز نادي الطائف بإسهاماته هذا العام في فعاليات سوق عكاظ المقبلة، ولكنه سيتميز أكثر بخروجه من مبناه إلى المجتمع، بل سيخرج إلى محافظات ومراكز يبعد بعضها مئات الكيلومترات عن الطائف. وسيستضيف مثقفي هذه المناطق، بل ويكرم البارزين من أبنائها، وسنعهد إلى أبناء هذه المحافظات والمراكز بتنظيم الفعاليات وإدارتها، والشيء نفسه نبرمج له في الطائف، إذ توجهنا من خلال برنامج الخيمة العكاظية، إلى عمق اهتمامات المواطنين، فاستضفنا مدير الشؤون الصحية، الذي التقى بالمثقفين في النادي، فحاورهم وحاوروه، واستضفنا أول رئيس للنادي، هو الدكتور حمد بن زيد الزيد، في بادرة تكرّس تفقّد الرواد وعدم نسيانهم. وفي المستقبل القريب سنستضيف شخصيات أمنية ودينية ورسمية في الخيمة، بعض رؤساء الأندية القدامى يرون أن الرؤساء الجدد لم يقدموا شيئاً جديداً ومميزاً بحسب ما هو مأمول... كيف ترى هذه المقولات؟ - لم أعرف ولم أسمع أن واحداً من رؤساء الأندية القدامى؛ قال بمثل هذا، وإذا جاء مثل هذا على لسان البعض منهم، فنحن بكل بساطة نطالبه بجردة حساب لثلث قرن قضاها هو في كرسي رئاسة ناديه، في مقابل أربع سنوات هي عمر الدورة الحالية لمجالس الإدارة الجديدة في الأندية... فقط جردة حساب لا غير، للحكم على من قدّم وماذا قدّم، ومن لم يقدّم شيئاً كما جاء في سؤالك. هل هناك تنسيق بين النادي وبقية المؤسسات الثقافية في الطائف لإثراء المشهد الثقافي؟ - بكل تأكيد... هناك تعاون واسع مع جمعية الثقافة والفنون، ومع الإدارة العامة للتعليم، ومع المؤسسات الأهلية والرسمية كافة، وإذا وجدنا التجاوب المنشود والمؤمل من جامعة الطائف، فنحن نمد أيدينا لمثقفي ومثقفات الجامعة، من سعوديين ومن الإخوة العرب الذين لن يكونوا «محرجين» إن شاء الله في المستقبل، من زيارة النادي، وحضور فعالياته، إذ كانوا في سنوات خلت، هم غالبية حضور الفعاليات! في شكل عام... كيف ترى المشهد الثقافي السعودي؟ - المشهد الثقافي السعودي مبشّر. هناك حراك ثقافي لافت، تجده في الصحافة وفي وسائل الإعلام كافة، وهناك معارض كتب وملتقيات ومنتديات ومؤتمرات، وهناك مؤسسات أدبية وثقافية وفنية في 16 مدينة وأكثر، تستوعب مثقفين ومثقفات، وفنانين وفنانات، وتتيح لهم فرصاً جديدة وثمينة للتعاطي مع الكلمة الصادقة شعراً ونثراً ونقداً. هناك حركة نشر واسعة، وهناك هامش كبير لحرية الكلمة، وهناك توسّع مدروس من وزارة الثقافة، في مجالات فضائية وغيرها... نرجو أن يتفاعل المجتمع السعودي مع هذه الأجواء الثقافية الجديدة والجادة، وأن يستفيد مما هو متاح له بشكل إيجابي.