دعا البطريرك الماروني نصرالله صفير المؤمنين الى الصلاة كي «تكون ايامنا المقبلة خيراً من الايام التي نعيشها في ظل الصعوبات الكثيرة»، منبهاً من «مواصلة الهجرة الكثيفة للمسيحيين من البلدان المحيطة ولبنان». وشدد على ان «تضامن اللبنانيين مع بعضهم البعض على اختلاف طوائفهم ينقذ بلدهم». جاء كلام البطريرك صفير أمام وفد مجلس رؤساء ورئيسات الرهبانيات في لبنان برئاسة الرئيس العام للرهبانية الباسيلية المخلصية الارشمندريت جان فرح الذي ألقى كلمة باسم الوفد تمنى فيها للبطريرك العمر المديد، وقال: «مع أحر التهاني بالفصح المجيد، نكبر فيكم، يا صاحب الغبطة، الدور الرائد الذي تقومون به من أجل الكنيسة ومن أجل الوطن، ومع الدعاء بمزيد من النعم الفائضة، نصلي من أجل وطننا لبنان كي تعم الفرحة في قلوب ابنائه وعلى جميع المستويات». ورد صفير بالقول: «نشكر لكم زيارتكم ومعايدتكم ونشكر لحضرة الاب العام ما تفضل به في كلمته، واننا جميعا نرفع عقولنا الى الله، لكي تكون ايامنا خيراً من الايام التي نعيشها وفيها صعوبات كثيرة، ولكن الكنيسة هي هي، والسيد المسيح وعدها بأن يكون معها، ولكنكم تعرفون ما تتعرض له في هذه الايام في كل مكان في الدنيا وخصوصا في روما بالذات. لذلك علينا ان نصلي كثيرا للبابا بنديكتوس والمسؤولين عن الكنيسة لكي يجتازوا هذه المحنة. ونسأله تعالى ايضا ان يعطينا جميعاً القوة لنقوم بالرسالة التي وكلها السيد المسيح إلينا ليكون المسيحيون عندنا مسيحيين بالفعل والواقع وبالعمل». وأضاف: «شرقنا يتعرض لمصائب كثيرة وتعرفون ان المسيحيين يهاجرون بكثافة من البلدان المحيطة بنا، وحتى في لبنان غادر ما يقارب منذ عام1970 الى اليوم ما يقارب المليون لبنانياً ومعظمهم مسيحيون، ولذلك، اذا ظلت هذه الهجرة على ما هي فاننا لا نريد ان نكون متشائمين، ولكن علينا ان ننتبه وان نكون دائماً مع الله لكي نستمد منه القوة كي نبقى نحن ولنقوم بالرسالة الموكولة إلينا. ونسأل الله ان يعيد عليكم أعياداً عديدة ملؤها الخير والبركة». والتقى صفير ايضاً وفداً من رؤساء الاقاليم والمناطق في كاريتاس لبنان زاره برئاسة سيمون فضول الذي جاء معايداً. وقال: «نحن نأتي اليكم للتبرك منكم والاستماع الى توجيهاتكم وإرشاداتكم لا سيما ان كاريتاس تقدم خدماتها في كل لبنان من دون تمييز مع الفقراء والمعوزين والمزارعين والعائلات والاطفال. ونشكر الله انه ومن خلال كاريتاس الكنيسة تستطيع ان تخفف الكثير من الآلام، ونعمل على الانماء والتطور في المناطق وخصوصا الانماء البشري والانماء الاقتصادي - الاجتماعي». ورد صفير قائلا: «نشكر معايدتكم ولكاريتاس ما تقوم به من أعمال انسانية بواسطتكم انتم، ونتمنى لعملكم الازدهار، وهو عمل لا بد منه، خصوصا في هذه الايام التي كثرت فيها المطالب وقلت الموارد، ولذلك كاريتاس يستفقدها الكثير من الناس وان ما تقومون به هو عون مشكور. نسأل الله ان يكافئكم عليه ولا نريد ان نطيل الكلام إنما نرجو لكم الخير وخصوصا الذين تساعدونهم لكي يكون لهم بيوت يأوون اليها ويعيشون مع عائلاتهم براحة وطمأنينة بال. ليكافئكم الله خيراً ويزيدكم نشاطاً ويكلل اعمالكم بالنجاح». وتلقى البطريرك صفيرالذي استقبل العديد من المهنئين بالعيد، اتصالاً من نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس وآخر من النائب السابق حسن الرفاعي. وظهراً، ترأس صفير في كنيسة الصرح قداس رتبة الغفران عاونه فيه المطارنة رولان ابو جودة، سمير مظلوم وشكر الله حرب.