مضى على الفنانة ليلى طاهر بالفن 50 سنة من التواصل مع جمهورها، بعدما صنعت جسراً من الألفة والمحبة وحافظت على رشاقتها وجمالها بالاعتدال. تقول ليلى طاهر: «ولدت محبة للفن، وكان يسعدني في الطفولة سماع تمثيلية في الراديو أو شاهدة فيلم في السينما. ولم أرغب في اللعب كثيراً مع الأطفال كان عقابي آخر الأسبوع منعي من الذهاب للسينما، لذلك كنت أنفذ رغبات الأسرة بدرجة كبيرة من الطاعة». وتابعت: «تطور حبي للفن، وأصبحت أشارك في النشاط التمثيلي في المدرسة وإلقاء الأشعار، فضلاً عن النشاط الرياضي مثل التجذيف والجمانيزيوم ولعب الكرة إلا أن الفن طغى على اهتماماتي ليبقى الحب الأول والأخير والهواية الأولى». تشير شيرويت مصطفى الشهيرة بليلى طاهر إلى مشوارها الفني، فتقول: «كنت أشارك في المرحلة الثانوية من خلال مسرحيات الفصل الواحد، فقدمت رصيداً مسرحياً جيداً. ومن أبرز العروض الكبيرة التي لعبت بطولتها لاحقاً، مسرحيات «قسمتي ونصيبي» أول مسرحية تعرض في الفنادق الكبرى و «سنة مع الشغل اللذيذ» أول مسرحية تعتمد على عرض سينمائي في داخلها. وقدمت «انتبهوا أيها الأزواج» مع صلاح ذو الفقار. وكذلك المسرحية الاستعراضية «افتح يا سمسم». وابتعدت عن السينما وركزت نشاطها على التلفزيون، حتى بلغ رصيدها 120 مسلسلاً. تقول: هناك حب بيني وبين الأسرة المصرية من خلال الشاشة الصغيرة، لأنهم رأوني واحدة منهم، فقدمت أعمالاً يذكرها المشاهد جيداً مثل مسلسلات «أمينة» و «الباحثة» و «محاكمة الدكتورة منى» و «رفقاً أيها الأبناء» و «برج الأكابر». فرصيدي في التلفزيون يزيد عن 120 مسلسلاً». وأرجعت ليلى طاهر أسباب نجاحها إلى البساطة والصدق في الأداء ، «هذا أدى إلى الألفة بيني وبين الجمهور. كنت أحب أداء هند رستم وشادية وصباح ولكن لم أتأثر بهن في أدائي». وأكدت طاهر أن للفن دوراً في الارتقاء بالمجتمع: حاولت أداء رسالتي عبر أدوار متميزة، وأعتز جداً في بداية حياتي الفنية بفيلم «أبو حديد» مع الفنان فريد شوقي، وفيلم «الناصر صلاح الدين» مع مجموعة كبيرة من الفنانين أمثال: أحمد مظهر وصلاح ذوالفقار ونادية لطفي وليلى فوزي. وفيلم «الأيدي الناعمة» مع صباح وأحمد مظهر. ولم تتعامل بغرور مع التلفزيون مثل فنانات جيلها: «كنا في زمن الفن الجميل نعشق الفن بجنون، ولا ننظر إلى المادة، اليوم اختلف الأمر، وأصبح الفنانون أكثر جرأة في تناول المواضيع والعمل من أجل المادة». وعن سر تألقها الفني هو قناعتي بذاتي وبفني وبأدواري وأن لا أمثل من دون قناعة. وعن اهتماماتها غير الفنية: «أجدد بيتي في شكل دائم وأضع لمساتي بين الحين والآخر، فهذا يشعرني بسعادة غامرة كوني أقوم بدوري كأم، فضلاً عن اهتمامي بإبني الدكتور أحمد إلى اليوم وهو مهندس وأستاذ في كلية الهندسة، لذا قدمت دور الأم على الشاشة بصدق وإقناع شديدين كوني أماً في الحقيقة. ومن اهتماماتي أيضاً التفصيل والخياطة والتطريز. كنت أنجز تابلوات، ولكن في الفترة الأخيرة قل اهتمامي بتلك الهواية خوفاً من إرهاق بصري، إذ تكفي الإضاءة الشديدة في استوديوات التمثيل التي أرهقت بصرنا أكثر من اللازم، فلا تجد فناناً أو فنانة إلا ونظره يضعف كلما تقدم به العمر. وبحزن شديد قالت ليلى طاهر: «لم أوفق في حياتي الأسرية. على رغم محاولاتي المستميتة للاستقرار إلا أن الإنسان لا يستطيع أن يمنع الأقدار». وشددت على أنها كانت حريصة على صلة الرحم إلى الآن بين كل أفراد أسرتها وعائلتها الكبيرة. وأكدت أنها تحضر بين الأقارب في السراء والضراء. وعن الرياضة في حياتها، تقول: «مارست ألعاب كرة السلة والتجذيف والتنس وكرة اليد والسباحة وركوب الخيل. كل لعبة على فترات محددة، لكنني لا أجيد أي نوع من أنواع الرياضة إجادة تامة، إلا أنني كنت أمارسها كهواية». وشددت طاهر على «أنها حصلت على الكثير من الجوائز، عن افلام «الطاووس» و «قطعة من الحديد الصدئ» و «عاصفة من الدموع» ومسلسل «محمد رسول الله». خلال 50 سنة من الفن قدمت كل ما أحببت ان أقدمه تحت اسمي المستعار ليلى طاهر احد أسماء بطلة في رواية لإحسان عبد القدوس. واسمي الحقيقي شيرويت مصطفى بدأت العمل به كمذيعة في التلفزيون المصري في بداية إرساله». وأشارت طاهر إلى أن العمل الفني لا يقدم بالضرورة حلولاً للمشاكل التي يطرحها، ولكن مهمته الأساسية إلقاء الضوء ودق ناقوس الخطر، وترك إيجاد الحلول للمهتمين بالدراسات النفسية والاجتماعية، فهم أصحاب الحق في هذا، لكن إذا واكب العمل الفني طرح الحلول فهذا جيد». وأكدت على أنها ستعود الى المسرح مرة أخرى بمسرحية «عشم إبليس»، تأليف سامح مهران وإخراج جلال عثمان ويشاركها البطولة محمد رياض ويوسف داود وسعيد طرابيك بعد غياب 17 سنة منذ مسرحيتها «الزواج تأديب وتهذيب وإصلاح» التي قدمتها مع أبو بكر عزت على المسرح الكوميدي العائم».