دبي - رويترز - أوضحت مصادر صناعية أن شركة النفط السعودية الحكومية العملاقة أرامكو وشركة داو كيميكال الأميركية قررتا نقل موقع مجمع الكيماويات المشترك المزمع بناؤه إلى الجبيل. وكان المجمع الذي يتكلف أكثر من 20 بليون دولار قد تقرر في بادئ الأمر أن يكون موقعه في رأس تنورة، موطن أكبر منشأة نفط بحرية في العالم، غير أن مصادر قالت الأسبوع الماضي إن تكاليف تجهيز الأرض في رأس تنورة والتكدس في الموقع جعلت الشركتين تعيدان النظر في خططهما. وقال مصدر ل «رويترز» إنهم أبلغونا أن المجمع سينتقل إلى الجبيل. وذكر مصدران أنه مع تغيير الموقع فإن المجمع الذي كان مقرراً بادئ الأمر أن ينتج 8 ملايين طن سنوياً من البتروكيماويات من 35 وحدة معالجة سيجري تقليص حجمه، مشيراً إلى أن الطاقة ستكون أقل وهم يفعلون ذلك توفيراً للنفقات. وتملك «أرامكو» مجمعاً للبتروكيماويات قيمته 10.1 بليون دولار مع شركة سوميتومو كيميكال اليابانية في رابغ على الساحل الغربي. وتبلغ طاقة إنتاج مجمع بترورابغ السنوية 18 مليون طن من منتجات التكرير و2.4 مليون طن من منتجات البتروكيماويات. وأكد المصدر أن «المجمع سيكون على الأرجح في حجم بترورابغ». وقال مصدر ثان: «ألغيت على الأقل الخطط الخاصة بخمسة مصانع». ولفت متحدث باسم «داو» إلى أن كل ما يمكن قوله هو ان المشروع ماض في مراحل التطوير الأولية، ومرحلة تقويم المشروع تمضي في موعدها وستكتمل في وقت لاحق من هذا العام. وأكدت مصادر أن كلفة استصلاح الأرض في رأس تنورة وازدحام الموقع جعلا «داو» و«أرامكو» تعيدان النظر في خططهما وأن الجبيل هي الخيار الأمثل. وشدد مصدر على أن «أرامكو» و«داو» طلبتا بالفعل الحصول على قطعة أرض في الجبيل. وقال متحدث باسم «داو» في وقت سابق الأسبوع الماضي: «كل ما يمكنني قوله هو أن المشروع مستمر في إحراز تقدم من خلال مراحل التطوير الأولية... مرحلة التقويم في المشروع تسير وفقاً للجدول المحدد وستنتهي في وقت لاحق من العام الحالي». وذكر مصدر رابع أن «أرامكو» و«داو» ستحتاجان إلى شهرين أو ثلاثة تقريباً للحصول على موافقة السلطات السعودية على تغيير الموقع. وأكد أن «استصلاح الأرض في رأس تنورة مكلف للغاية، بينما هناك الكثير من الأراضي المتاحة في مناطق قريبة». والموقع البديل في الجبيل هو بالفعل مركز رئيسي لتجارة البتروكيماويات، وتوجد في الجبيل مصفاة طاقتها الإنتاجية 305 آلاف برميل يومياً، وتعتزم «أرامكو» وشركة توتال الفرنسية بناء مصفاة أخرى هناك بطاقة إنتاجية تبلغ 400 ألف برميل يومياً. وتقع الجبيل بين رأس الزور ورأس تنورة على ساحل الخليج. وأنهت الحكومة السعودية بالفعل مرحلة توسّع للبنية التحتية في الجبيل، حيث توجد قطع من الأرض جاهزة للبناء. وقال المسؤول التنفيذي السابق في «أرامكو السعودية» صداد الحسيني إن الجبيل أفضل من حيث الوفورات والتكامل مع مجمعات البتروكيماويات الأخرى، كما توجد بها جميع الإمكانات بما في ذلك ميناء تصدير. وكان استثمار «داو» في رأس تنورة سيكون أكبر استثمار لشركة أجنبية واحدة في قطاع الطاقة السعودي وسيكون المجمع إحدى أكبر منشآت البتروكيماويات في العالم. وتجري شركة كيه. بي. ار الأميركية وشركة فوستر ويلر ومجموعة جاكوبز الهندسية الأعمال الهندسية والتصميم للمراحل الأساسية لمجمع البتروكيماويات. ومن المقرر إكمال الأعمال الهندسية خلال الربع الأول أو الثاني من هذا العام. وكان من المقرر دمج المجمع مع امتداد مصفاة رأس تنورة الذي يبلغ إنتاجه 400 ألف برميل يومياً. ومصفاة رأس تنورة هي الأكبر في الشرق الأوسط بطاقة إنتاجية تبلغ 550 ألف برميل يومياً. كما كان من المقرر أن تغذي محطة غاز الجعيمة المجمع المبدئي. وعلّقت «أرامكو» توسعة المصفاة منذ العام الماضي عندما أرسلت خطابات للشركات المتقدمة بعروض إنشاء المجمع تبلغها بتأجيل المشروع.