واشنطن، بكين، طهران - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - بدا أمس ان واشنطن نجحت في كسب تأييد بكين للموقف الأميركي الداعي الى مناقشة تشديد العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، على رغم إعلان سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي أن بكين تؤيد موقف بلاده في مواجهة سعي الغرب الى تشديد العقوبات عليها. وأجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالاً هاتفياً بنظيره الصيني هو جينتاو لحضه على الانضمام الى الجهود لتصعيد الضغط على إيران عبر استصدار قرار من مجلس الأمن لتشديد العقوبات. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيسين الأميركي والصيني ناقشا في محادثات عبر الهاتف، المساعي الدولية المتنامية لكبح طموحات إيران النووية. وأشار الى أن أوباما أكد لنظيره الصيني «أهمية العمل المشترك لضمان أن تفي إيران بالتزاماتها الدولية» لجهة وقف تخصيب اليورانيوم. في الوقت ذاته، قال أوباما في مقابلة مع محطة «سي بي أس» التلفزيونية الأميركية أن هدفه هو «تعزيز الضغط» على إيران. وأضاف: «سنزيد الضغوط ونرى كيف سيستجيبون ولكننا سنفعل ذلك من خلال مجتمع دولي موحد». وتوقع مراقبون في واشنطن أن تستجيب بكين للدعوات الأميركية، ومن المؤشرات الى ذلك، أن الرئيس الصيني قرر حضور قمة الأمن النووي في واشنطن الشهر الجاري. ونقل التلفزيون الصيني عن هو جينتاو تأكيده معارضة بكين لانتشار الأسلحة النووية وان لم يشر مباشرة الى إيران أو العقوبات. وقال الرئيس الصيني إن بلاده «تنظر دوماً الى قضية الأمن النووي في شكل جدي وتعارض الانتشار النووي والإرهاب». وبات واضحاً أن الصين ستحضر مداولات مجلس الأمن حول اقتراح تشديد العقوبات على إيران، وإن لم تكن مستعدة للموافقة على عقوبات قاسية قد تجلب معاناة للشعب الإيراني ككل، وهو موقف عبرت عنه أيضاً روسيا، ما يترك للأميركيين والأوروبيين خيار اعتماد إجراءات عقابية إضافية ضد طهران. في المقابل، قال جليلي وهو كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين للصحافيين بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الصيني يانغ جي تشي في بكين، إن الجانبين الإيراني والصيني متفقان على أن العقوبات «فقدت فاعليتها». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن جليلي قوله في تصريحات منفصلة «اعتدنا العقوبات، ونرى فيها فرصاً، وسنمضي في طريقنا (النووي) بإصرار أكبر». لكن جليلي لم يؤكد أن بكين ستعارض العقوبات، تاركاً للصين توضيح موقفها في هذا الشأن. ودعا وزير الخارجية الصيني إيران إلى «المرونة» خلال محادثات مع جليلي. ولم يتطرق الى العقوبات، لكنه لم يكرر موقف الصين القائل إن العقوبات ليست العلاج «الأساسي» للنزاع. وتوقع ديبلوماسيون في الأممالمتحدة أن تؤيد الصين اقتراحات أميركية لإدراج مصارف إيرانية على لائحة سوداء وفرض حظر على سفر مسؤولين وتجميد أصول، لكن، ثمة شكوك في تأييد بكين الدعوة الى وضع شركات شحن إيرانية في اللائحة السوداء أو فرض حظر على واردات السلاح أو استهداف قطاعي النفط والغاز الإيرانيين.