تسببت مشاريع البنية التحتية في منطقة جازان الى نمو كبير في حركة الاستثمارات العقارية خلال الفترة الأخيرة، وهو ما أسهم في زيادة حجم الاستثمارات العقارية وارتفاع أسعارها بشكل كبير. وأرجع عدد من المستثمرين في السوق العقارية أسباب انتعاش الحركة العقارية بمنطقة جازان إلى استقطاب المستثمرين من خارج المنطقة، إضافة الى إنشاء عدد من المشاريع التنموية كجامعة جازان والمدينة الاقتصادية والمدينة الطبية، وكذلك الى مشاريع تجارية تم الانتهاء منها أخيراً. وقال الخبير الاقتصادي في الغرفة التجارية بمنطقة جازان الدكتور محمد بسيوني إن أسباب ارتفاع اسعار العقارات في جازان «يرجع الى النهضة العمرانية الكبيرة التي تشهدها المنطقة حالياً، إذ إن هناك منشآت حيوية مثل المدينة الاقتصادية في مدينة بيش والمدينة الطبية على طريق جازان - صبيا وجامعة جازان شمال مدينة جازان». واشار الى أن مشروع جامعة جازان يتطلب مباني وأقساماً عدة بمواصفات ومستويات عالية، إضافة الى مشروع مساكن أعضاء هيئة التدريس والطلاب والمرافق الخاصة بها، مؤكداً ان ذلك يتطلب أرضاً بمساحة كبيرة ومواد بناء إنشائية (خامات) وبنية تحتية، وقد أسهم كل ذلك في رفع اسعار العقارات بمنطقة جازان. وأضاف بسيوني: «هناك مشاريع فندقية عدة منها خمسة نجوم، وهذا يساعد أيضاً على ارتفاع ونمو اسعار العقارات، خصوصاً أن هناك ارتفاعاً في أسعار الحديد وغيره من مواد البناء الأخرى التي تلعب دوراً كبيراً في نمو القطاع العقاري». وطالب بإيجاد جهة تتبع كلاً من الأمانة والهيئة العامة للاستثمار تشجع على الاستثمار في المنطقة وجذب المستثمرين اليها. من جهته، أوضح حسن عطافي أحد أصحاب العقار بمدينة جازان أن حركة سوق العقار سجلت أخيراً ارتفاعات كبيرة خلال الفترة الماضية لما تتمتع به المنطقة من مقومات سياحية ووجود مهرجانات متنوعة كمهرجان جازان الشتوي. وأكد أن الأحداث الأخيرة في الحدود الجنوبية أسهمت بشكل كبير في زيادة إشغال الفنادق والشقق بنسبة 100 في المئة اذ إن النازحين قاموا باستئجار تلك الشقق والفنادق على مستوى المنطقة، وهو ما رفع أسعار الإيجارات ونموها بنسبة كبيرة. وأضاف العطافي: «الأراضي بمخطط «أ- ب- ج» زادت أسعارها في الآونة الأخيرة ولكنها أقل ارتفاعاً من شمال مدينة جازان والتي تجد إقبالاً من المواطنين والمستثمرين الصغار والتي تشهد نمواً جيداً وحركة مستمرة». وأكد أن حركة النشاط العقاري تتمركز حاليا في شمال مدينة جازان نظراً إلى ارتفاع أسعار القطع السكنية والتجارية في تلك المنطقة، إضافة الى ارتفاع أسعار الأراضي بالقرب من المدينة الاقتصادية والمدينة الطبية وجامعة جازان كونها تقع في منطقة حركة انتعاشية في سوق العقار. وأوضح العطافي أن الأراضي السكنية هي الأكثر ارتفاعاً وتأثراً في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية والمدينة الطبية وجامعة جازان ومن ثم يليها الأراضي الصناعية والاستثمارية. فيما يرى المستثمر عقيل جعفري أن التأثيرات شملت الأراضي السكنية والاستثمارية القريبة من المدينة الاقتصادية حيث ارتفعت أسعار العقارات إلى الضعف، وهناك توقعات بالمزيد من الارتفاعات خلال العامين المقبلين بسبب الإقبال الكبير على الشراء في تلك المناطق لإقامة مشاريع متنوعة تجارية وسياحية وإسكانية عليها. وأوضح: «أسعار الأراضي السكنية في شمال جازان شهدت ارتفاعات في الأسعار بنسبة كبيرة خلال العامين الماضيين وبخاصة عندما أعلن بدء العمل عن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في مدينة بيش، اضافة الى الإنشاءات المعمارية التي بدأت في الظهور وجارٍ العمل على إنشائها لأن معظم المواطنين فضلوا الاتجاه نحو الشمال، ولا سيما الذين يجدون لهم وظائف داخل المدينة الاقتصادية ولرغبتهم في القرب منها».