حض وزير بريطاني مواطنيه أمس، على ألا يسقطوا ضحية ترهيب، بعدما اعتقلت السلطات رجلاً طعن بسكين ثلاثة أشخاص في محطة لمترو الأنفاق في لندن، متحدثة عن «عمل إرهابي». وأعلنت الشرطة دهم شقة في شرق لندن، مضيفة أن المشبوه، وعمره 29 سنة، اعتُقل لاتهامه ب «محاولة قتل»، وما زال موقوفاً قيد التحقيق. وأشارت إلى «هجوم عنيف بسكين، لم يسبقه استفزاز» في محطة «ليتونستون» في شرق لندن، التي عاودت العمل أمس. وقال قائد شرطة مكافحة الإرهاب ريتشارد والتون: «نتعامل مع الأمر على انه عمل إرهابي». وأُصيب رجل عمره 56 سنة، بجروح خطرة لا تهدد حياته، وهو في وضع مستقر في مستشفى. وأُصيب رجل آخر بجروح طفيفة، فيما تعرّضت امرأة لتهديد، لكنها لم تُصب بأذى. وروى صاحب متجر في محطة المترو أن المشبوه «هاجم الضحية، ولكمه بقوة»، وزاد أن الضحية كان «يصرخ طالباً مساعدة. ثم بدأ المهاجم يركله على الأرض، واستلّ سكيناً وطعنه». وسُمِع في شريط فيديو رجل يخاطب المشبوه قائلاً: «أنت لست مسلماً». ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن شهود إن المشبوه صاح خلال تنفيذه الهجوم «هذا من أجل سورية»، وزاد: «كل دمائكم ستُسفك». وقالت ناطقة باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون إن «تحقيقات الشرطة مستمرة في هجوم لندن»، فيما أشاد رئيس بلدية العاصمة بوريس جونسون ب «الاستجابة السريعة والمهنية» من الشرطة. وزير الدولة لشؤون العمل أيان دنكان سميث حضّ البريطانيين على ألا «يسمحوا للإرهابيين بالسيطرة على فضائنا»، وتابع: «سنهزمهم من خلال قيمنا وحريتنا في التعبير والاعتقاد». في غضون ذلك، ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما فجر اليوم، خطاباً من المكتب البيضوي، هو الثالث له منذ توليه الحكم، شدد على أولوية محاربة «داعش». خطاب أوباما من المكتب البيضوي، في الثامنة مساءً بتوقيت واشنطن، يعكس الأهمية التي يوليها لهذه المسألة، اذ انه لم يدلِ سوى بخطابين مشابهين خلال عهده، الأول عام 2009 حول تسرّب نفطي في خليج المكسيك، والثاني عام 2010 لإعلان انسحاب القوات الأميركية من العراق. وتعهد أوباما «هزيمة داعش»، لا سيّما بعدما أعلن التنظيم أن اثنين من «أنصاره» نفذا هجوم كاليفورنيا الذي أوقع 14 قتيلاً، وإن لم يكونا «جزءاً من تنظيم إرهابي أو مجموعة منظمة»، كما قالت وزيرة العدل الأميركية لوريتا لينش، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي يحضّ مواطنيه على عدم «الرضوخ للخوف». لكن هجوم كاليفورنيا شكّل ضغطاً كبيراً على إدارة أوباما، مثيراً انتقادات، من جمهوريين وديموقراطيين، لإستراتيجيته في محاربة «داعش» واحتواء الحرب السورية. على رغم ذلك، استبعدت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس أن «تغيّر المناطق الآمنة (في سورية) الكثير في مجرى الأمور»، وإن أقرّت بأن «هناك مؤشرات إلى أن لدى «داعش» قدرات أكبر على شنّ هجمات خارج العراق وسورية». وأكدت وجود خلاف مع روسيا حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرة أنه «فقد شرعيته وعليه الرحيل»، من أجل إبرام تسوية سياسية تتيح «محاربة داعش». وتابعت: «مصالحنا تتقاطع، لكن روسيا ما زالت تسعى إلى تقوية الأسد». وفي فرنسا، أعلنت السلطات مصادرة ذخائر لبندقية كلاشنيكوف وأشرطة دعاية مصورة لتنظيم «داعش» أثناء عملية تفتيش لدى إغلاق مسجد يديره سلفيون الأربعاء الماضي، خلال عملية دهم واسعة نفذتها الشرطة في لاني- سور- مير على بعد 30 كلم شرق باريس. وقال بيان للمحافظ في منطقة سان - إي - مارن إن عمليات التفتيش والبحث يومي الأربعاء والخميس الماضيين أدت إلى «العثور على عدد من التجهيزات، بينها وسائط إلكترونية... وذخائر عيار 7.62 ملم وذخائر لأسلحة حربية من نوع كلاشنيكوف، إضافة إلى أشرطة دعاية» للتنظيم. وقدم المحافظ تفاصيل إضافية أمس عن مدرسة غير معلنة كشفتها أعمال التفتيش. وبين الأغراض التي تم العثور عليها في هذه المدرسة «أقراص مضغوطة لأناشيد دينية تمجد شهداء الجهاد في جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم «القاعدة». إلى ذلك، أعلنت تايلاند أنها تبحث عن أربعة سوريين بقوا على أراضيها بعد انتهاء فترة الإقامة المتاحة لهم، طبقاً لتأشيرة الدخول، فيما أن البلاد في حال تأهب قصوى، بعد تحذير موسكو من هجمات قد ينفذها أعضاء سوريون في «داعش»، تستهدف مصالح روسية. كما أعلنت الشرطة الأرجنتينية توقيف خمسة سوريين يحملون جوازات سفر يونانية مزورة في بوينوس آريس.