أكد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط انه توافق مع الرئيس السوري بشار الاسد على «جملة من الثوابت» ورسما معاً «الخط البياني السياسي الذي يبدأ بدعم المقاومة في الدفاع عن لبنان واستكمال تحرير ما تبقى من ارض لبنانية محتلة»، اضافة الى «العلاقة بين لبنان وسورية التي بنيت بالدم وبالتضحيات المشتركة». ولفت في مؤتمر صحافي عقده في منزله في كليمنصو أمس وحضره مفوض الإعلام في الحزب «التقدمي الاشتراكي» رامي الريس وحشد من مندوبي وسائل الإعلام المحلية والعربية، وحضر جزءاً منه النائب نعمة طعمة، الى «اهمية الاستقرار اللبناني بالنسبة الى سورية»، مشيراً إلى أنه تحدث مع الأسد «مطولاً عن الموضوع الفلسطيني داخل المخيمات بشقيه السياسي والمعيشي، اضافة الى مسألة ترسيم الحدود وإمكان بدئها من المناطق التي ليست تحت الاحتلال». وقال: «اللقاء مع الرئيس بشار الاسد اتسم بدرجة عالية من الود والصراحة والايجابية والمصارحة، وتطرقنا الى بعض محطات الماضي القريب لكون الماضي البعيد طوي الى الأبد». وتابع: «الماضي القريب هو مرحلة التمديد الاولى أيام الرئيس (اميل) لحود، ومن هذه المرحلة الى المراحل اللاحقة التي كانت فيها شوائب وعدم اتصال ووضوح في الرؤية بيننا، الامر الذي ادى الى ما ادى اليه من مشاكل وتوترات ونقص في المعلومات». وأردف: «لن أستفيض في هذا الموضوع لكون هذه المحطات مهمة جداً، لكن أبقي على هذه المحطات للتاريخ بيني وبين الرئيس بشار لأن المستقبل اهم، وفتح صفحة المستقبل اهم بكثير من الماضي، فدروس الماضي وعبره مهمة لكن المستقبل اهم». ورأى ان «المستقبل هو رسم الخط البياني السياسي والذي يبدأ بدعم وحماية المقاومة في الدفاع عن لبنان وفي الاستمرار بعملية التحرير». وعن العلاقة بين لبنان وسورية، قال جنبلاط إنها «تبنى على علاقة مؤسسات بين الدولتين، في السياق الامني والاقتصادي والسياسي، هذه العلاقة التي أذكر انها بنيت بالدم وبالتضحيات المشتركة التي أوصلت الى اتفاق الطائف». وشدد على «أهمية الاستقرار اللبناني بالنسبة الى سورية». وأشار الى ان «البحث تطرق كذلك الى الموضوع السياسي والمعيشي للفلسطينيين داخل لبنان»، «وكان توافق على ضرورة معالجة هذين الامرين لأنه لا يمكن الاستمرار في هذه الحالة المعيشية السيئة والمزرية والسياسية التي قد تحمل في طياتها بعض الأخطار»، مضيفا: «تحدثنا عن موضوع ترسيم الحدود بين الدولتين والبدء من المناطق التي ليست تحت الاحتلال، لا سيما ان هذا الموضوع كان حظي بالإجماع على طاولة الحوار». ولفت الى ان «النقطة الاساس التي يركز عليها الرئيس السوري هي بناء الثقة بين الدولتين، وبين المسؤولين فيهما، وهذا يعتمد على لغة واحدة في التعاطي». وقال: «تطرقنا للبحث في خصوصية الجبل، واهمية التواصل الموضوعي التاريخي بين اهل الجبل والعائلة السورية العربية الكبرى، وتثبيت الموقع لهذا الجبل، اضافة الى الموضوع الذي عملنا عليه معاً وهو مسألة التواصل الموضوعي بين العرب الدروز في فلسطين واخوانهم في لبنان وجبل لبنان وامكان وضرورة ان تقوم سورية بالمساعدة في هذا الموضوع وتحديداً مع العرب الدروز الأحرار برئاسة السيد سعيد نفاع وكل الفاعليات»، لافتاً الى انه «سبق وكان لسورية مساهمات كبرى في هذا الموضوع ودعم هذه العلاقة لما لها من ايجابيات وفك الحصار عن العرب الدروز في فلسطين». وأكد جنبلاط ان «اللقاء مع الرئيس الاسد لن يكون الاخير»، كاشفاً ان وزير الأشغال غازي العريضي «سيكلف الاستمرار في تعزيز العلاقة مع القيادة السورية»، وشاكراً «كل من ساهم في الوصول الى هذه المحطة التاريخية المهمة ولا سيما السيد حسن نصرالله و «حزب الله» الذين قاموا بكل الإجراءات السياسية واللوجيستية للوصول الى هذا اللقاء». وعن امكان انتهاجه خط 8 آذار بعد لقائه الاسد، قال جنبلاط ان «الموضوع ليس موضوع انتقال من موقع الى آخر، بل هو تأكيد للثوابت وفي مقدمها دعم وحماية المقاومة واستمرار عملية تحرير الارض وترسيم الحدود، وبناء علاقات سياسية، اقتصادية، امنية صحيحة وفق اتفاق الطائف بين الدولتين اللبنانية والسورية». وعما اذا طلب منه الاسد ضمانات، اجاب: «طلب الرئيس الاسد وتوافقنا على تأكيد الثوابت، وعندما نؤكد الثوابت فذلك افضل ضمانة»، مشيراً الى أنه «في العلاقة مع سورية وعند الضرورة سنطلب مساعدة السيد حسن نصرالله و «حزب الله». ولفت الى انه «تم وضع آلية مباشرة للتواصل فليس هناك تعارض بين هذه العلاقة وتلك». وأشار الى أنه «كان للسيد نصرالله ملاحظات حول التحقيق (في المحكمة الدولية)، ولا املك المعطيات التي يملكها»، لافتاً الى ان نصرالله «ختم المقابلة بأنه مستمر في التجاوب مع التحقيق لكشف الحقيقة، حقيقة استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وهذا امر جد ايجابي، والذين استدعوهم هم شهود وليسوا متهمين وهذا امر ايجابي للاستقرار». وأكد استمراره في «التحذير من لعبة الامم»، معتبراً ان موقف نصرالله «كان ايجابياً في انه مستمر في التعاطي مع لجنة التحقيق، محذراً وفق معطياته من بعض الجوانب التي لا املكها». وعن موقفه من المحكمة اذا صدر القرار الظني باتهام سياسي للبعض، رد جنبلاط: «سبق وكان موضوع المحكمة الدولية البند الأول بالإجماع في عام 2006 على طاولة الحوار التي دعا اليها الرئيس نبيه بري، وكان اسهل بند واسرع بند بالاجماع». اضاف: «علينا جميعاً - أنا شخصياً والسيد حسن والرئيس سعد الحريري والجميع - علينا اذا صدر شيء معين يهدد الاستقرار، ان نبحث معاً كيف نشدد على استقرار متوازٍ مع العدالة، لكن لا استطيع ان أبت هذا الأمر بنفسي شخصياً، بل هناك الرئيس الحريري وعائلات الشهداء والعوامل السياسية». وتابع: «حالياً ما زلنا في وقت الاستماع الى الشهود كما قال السيد نصرالله». وعما اذا يمكن أن يقول جنبلاط بعد 6 سنوات من الآن ان زيارته اليوم سورية هي لحظة تخلٍّ، قال: «عندما نؤكد الثوابت، فذلك لأن هذه الثوابت ليست وليدة اليوم بل هي وليدة الماضي القريب والبعيد منذ عام 1958 الى عام 1982 الى اجهاض اتفاق 17 أيار». وأضاف: «اعذروني، فعندما نحتاج الى سورية بالنسبة لمواجهة الاستعمار او اسرائيل فنحن معاً في الخندق نفسه، كما نعلم كذلك ان سورية تحترم الاستقلال والتنوع اللبناني». وأكد أن «سورية مهتمة بالاستقرار. وعلينا ان نعمل جيداً على التواصل الموضوعي لبناء الثقة والاستقرار ولم نتحدث لا عن حرب ولا عن سلم»، موضحاً رداً على سؤال عن طبيعة اللقاء بينه وبين الاسد، أنه «لم يكن سهلاً الخروج من الماضي، لكننا خرجنا منه والفضل يعود للسيد نصرالله والطريقة التي استقبلني بها الرئيس الاسد، الامر الذي سهل هذا الخروج من الماضي والتطرق الى الموضوع مباشرة وهو دعم المؤسسات والاستقرار في لبنان ودعم المقاومة». وقال: «لم نتحدث عن الماضي القديم بل وضعناه جانباً وتحدثنا في المستقبل، وهذا مهم جداً». وذكر أن «هذا المستقبل يرتكز على تضحيات مشتركة قدمت سابقاً من الحزب التقدمي الاشتراكي وسورية». وأوضح أن «المحازبين في شكل عام تخطوا مرحلة العصبية الضيقة اللبنانية التي عندما تستفحل تؤدي بنا الى الانعزال». وأضاف: «الانعزال ليس ظاهرة فئوية مسيحية او غير مسيحية. الانعزال هو الانعزال، ولا نستطيع ان نستفحل بالانعزال اللبناني بعيداً من الإطار الموضوعي والتواصل القومي الطبيعي، وأعتقد اننا تجاوزناها»، داعياً الى أن «نتجاوز ثقافياً بعض المحطات»، ومؤكداً أن «اهمية زيارة سورية تأتي بالتواصل الطبيعي اللبناني - السوري والتواصل بين العرب الدروز في لبنان وسورية وشعبها ككل لأنه يعطي افق انفتاح للبنانيين وللعرب الدروز للخروج من هذا الانعزال». وعن زيارة قريبة الى ايران، اجاب: «اذا وصلتني دعوة اذهب».