قرر أبرز مرشحي أحزاب المعارضة السودانية للرئاسة الانسحاب من السباق الانتخابي المقرر في الحادي عشر من الشهر الجاري، بعد ساعات من انسحاب مرشح «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي تحكم إقليم الجنوب ياسر عرمان، ما يفتح الباب أمام فوز سهل للرئيس عمر البشير وانفصال سلس لجنوب البلاد عن شمالها. وأعلن مرشحو الرئاسة عن أحزاب «الأمة» الصادق المهدي و «الاتحادي الديموقراطي» حاتم السر و «الشيوعي» محمد إبراهيم نقد و «الأمة - الإصلاح والتجديد» مبارك الفاضل المهدي الانسحاب من الانتخابات، بعد اجتماع مساء أمس حضره تسعة من المرشحين ال 12 للرئاسة، على رغم لقاءات منفردة عقدها معهم أمس المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان سكوت غرايشن لحضهم على المشاركة ودعوة الحكم إلى ضمان نزاهة الانتخابات. واتهم المنسحبون مفوضية الانتخابات بالانحياز إلى الحزب الحاكم «وتفشي الأساليب الفاسدة في العملية الانتخابية، ما يحول دون إجراء انتخابات وحرة ونزيهة». وقرروا مقاطعة انتخابات الرئاسة «مع الاستعداد لمراجعة الموقف إذا توافرت الشروط المطلوبة لنزاهة الانتخابات واستقلال المفوضية». لكن عرمان أكد أن مقاطعته انتخابات الرئاسة لا رجعه فيه وأنها جاءت باتفاق مع المعارضة. وسينافس البشير ستة أبرزهم عبدالله دينق نيال مرشح «حزب المؤتمر الشعبي» الذي يتزهمه الدكتور حسن الترابي، الأمر الذي يرجح فوز البشير من دون منافسة حقيقية. واعتبر مراقبون انسحاب عرمان من السباق صفقة بين قيادات في «الحركة الشعبية» التي تحكم إقليم الجنوب وقيادة «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم تفتح الباب أمام فوز البشير في مقابل تسهيل إجراءات الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب ما يفضي إلى استقلاله العام المقبل. وتحدثت تقارير عن «تفاهم» بين حزبي «المؤتمر الوطني» الحاكم و «الاتحادي الديموقراطي» بزعامة محمد عثمان الميرغني، تقضي بحسب مرشح الأخير للرئاسة حاتم السر الذي أعلن مقاطعة الانتخابات في مقابل حصول حزبه على خمس الوزارات في الحكومة الجديدة، ومناصب أخرى في مؤسسات الدولة، ما يتيح لحزب البشير بناء تحالف انتخابي مع حزب كبير ومجموعات حزبية أخرى. وأشاد مساعد الرئيس نائبه في الحزب الحاكم نافع علي نافع بموقف «الحركة الشعبية». ورأى أن سحب مرشحها للرئاسة «جاء بعد تقويم وضعها في شمال البلاد»، موضحاً أن «قطاع الشمال في الحركة الشعبية واجه نقصاً كبيراً وبعد أن ظل يتحدث عن فوز كاسح في الرئاسة تبين لها العكس وشعرت أنها في معركة خاسرة، لذلك أثرت الانسحاب من المنافسة على الرئاسة». وأثار قرار «الحركة الشعبية» بالانسحاب من الانتخابات الرئاسية تذمرا لدى قطاعات واسعة فوجئت بالقرار، إذ كانت تعتقد أن مرشحها عرمان كان المنافس الأقوى للبشير لأنه يحظى بدعم الجنوب الذي يضم نحو خمسة ملايين ناخب. ولا يستبعد مراقبون أن يتطور الموقف في داخل الحركة التي تشهد أزمة صامتة. وترى قيادات جنوبية أن قياديين أبرموا صفقة مع الحزب الحاكم في غياب مؤسسات الحركة، ما يشير إلى زهد زعيم الحركة سلفاكير ميارديت ونائبه رياك مشار في أي وحدة مع الشمال ويؤكد سعيهما إلى ترتيبات من دون تعقيدات تقود إلى استقلال الجنوب.