يدفع معهد الجبيل التقني، الأسبوع المقبل، بنحو ألف خريج إلى سوق العمل، الذي تتسابق شركاته ومؤسساته عليهم، إذ يحصل كل خريج من المعهد على نحو ست فرص وظيفية. ويُعد المعهد الذي أسس قبل نحو ستة أعوام، من المعاهد التقنية «المتميزة»، ليس على مستوى المنطقة الشرقية، بل على مستوى المملكة، إذ يتميز بتخريج كوادر سعودية من حملة الثانوية العامة، كفنيين «مهرة» تحرص الشركات الصناعية على استقطابهم، قبل تخرجهم من خلال اتفاقات موقعة بين المعهد وهذه الشركات. ويرتبط معهد الجبيل التقني الذي أسسته الهيئة الملكية، مباشرة في سوق العمل في الجبيل الصناعية، إذ يقوم بتدريب خريجي القسم العلمي والصناعي من المدارس الثانوية. وتستغرق فترة التدريب سنتين ونصف السنة، مُقسمة على فترات تدريبية، وتخصص السنة الأولى للتدريب على مجموعة من المهارات الأساسية في اللغة الإنكليزية والرياضيات والتربية البدنية والثقافة الإسلامية. فيما تخصص الثانية للتدريب المُكثف على إحدى المهارات التخصصية. ويقوم المُتدرب في نهاية التدريب، بالتدرب على رأس العمل. ويمنح المعهد المتدرب شهادة الدبلوم في إحدى المهارات الفنية، عند اجتيازه متطلبات البرنامج. وهدفت الهيئة الملكية من إنشاء المعهد، إلى «سد احتياجات القطاع الصناعي من الأيدي العاملة الوطنية المدربة تدريباً فعالاً، وإعداد وتقديم البرامج التدريبية المختلفة التي يحتاجها القطاع الصناعي والتقني، لرفع كفاءة وأداء منسوبيه، وكذلك تقديم الخدمات الاستشارية والتدريبية والتقويمية للقطاعات الصناعية والتقنية، إضافة إلى تطوير التدريب التقني والمهني، من خلال لمسات واضحة للمعهد على مختلف المستويات». وينظر الكثير من المسؤولين في الشركات الصناعية للمعهد، بأنه أصبح «رافداً مهماً» يلجأ إليه عدد من الشركات الصناعية، لتأمين حاجتها من الشباب السعودي الفني، الذي يتعلم ويتدرب من خلال التخصصات الفنية المختلفة، كل مهام وخصائص العمل التقني، الذي يحتاج إليه سوق العمل. وأصبح المعهد يلعب دوراً في زيادة نسب الشباب السعودي في هذه الأعمال الفنية، بعد أن كانت العمالة الوافدة هي المُسيطرة عليها. وسلك المعهد مساراً «متميزاً» في استثمار العنصر البشري، باعتباره «هدفاً رئيساً» من أهدافه، إذ أنشأت المرافق التي تُعنى في تأهيله واستثمار قدراته، ما يكفل نجاحه على الأصعدة كافة، وسد النقص في عدد من التخصصات الفنية، من خلال تأهيل الخريجين في تخصصات تقنية مختلفة تلبي حاجة سوق العمل. ويحصل كل خريج من الدفعة الأولى على نحو ست فرص وظيفية، والتحاق أكثر من 91 في المئة من هؤلاء الخريجين في ميدان العمل، سعياً لزيادة مساهمة المعهد في تلبية احتياجات سوق العمل، وسيتم رفع الطاقة الاستيعابية في المعهد من سنة إلى أخرى، في برامج تدريبية جديدة تطلبها الصناعة. وأبرم المعهد برامج تعاون مع معاهد عدة في ألمانيا وسنغافورة ونيوزيلندا وكندا، من أجل توافق برامجه مع برامجها، لضمان جودة خريج المعهد، وبذلك يرقى دبلوم بعض تخصصات المعهد مع مثيله في المعاهد التقنية العالمية المرموقة. وترتكز إستراتيجية المعهد على التدريب العملي المُكثف، إذ تم إعداد برامج ومناهج تدريب تتماشى مع المقاييس العالمية في كل تخصص يُقدم. كما تم تجهيز ورش التدريب بأحدث المعدات والأجهزة عالية التقنية، التي يتم التدريب من خلالها على أحدث نظم الإنتاج والصيانة في المصانع الحديثة.