إذا كانت تظاهرة مهرجان «بوبينيّ» الفرنسية تطل، ولو بخجل على بعض السينما التي حققها تلامذة يوسف شاهين ومساعدوه السابقون، في ما يشبه الإشارة الى استمرار صاحب «المصير» في تلاميذه هؤلاء وقد تحولوا الى مخرجين بدورهم، فإن مهرجان الرباط الذي يقام خلال شهر حزيران (يونيو) المقبل في العاصمة المغربية، وهو مهرجان فني أدبي شامل، يكرس جزءاً من تظاهراته للسينما، سيقدم في دورته لهذا العام - والتي تقام للمرة الأولى تحت اشراف الناقد المعروف محمد باكريم - تظاهرة كاملة تحت عنوان «الشاهينيون»... وهذه التظاهرة التي تقدم هنا استكمالاً للتكريم الذي يقدمه المهرجان الرباطي لسينما شاهين ومسيرته - ويتضمن كذلك مسابقة للسينما العربية أعطيت جوائزها اسم يوسف شاهين نفسه -، هذه التظاهرة ستشمل عروضاً لأفلام من توقيع يسري نصرالله وخالد الحجر وعلي بدرخان ورضوان الكاشف وخالد يوسف وأسماء البكري وعاطف حتاتة، وغيرهم من المبدعين المصريين الذين تعتبر أفلامهم استمراراً للمدرسة الشاهينية. حتى اليوم لم يتم تحديد الأفلام التي ستعرض من اخراج هؤلاء، ولكن تقرر في المقابل أن ينشر المهرجان دراسة حول المدرسة الشاهينية بعد شاهين... وهي دراسة تطل للمرة الأولى، في شكل جماعي على هؤلاء المخرجين، كما على غيرهم، من الذين تكونوا انطلاقاً من عملهم مع شاهين... واضافة الى ذلك ستشمل الدراسة اطلالة على مخرجين عرب آخرين، لم يعملوا مع شاهين، انما اعتبر بعض أفلامهم استمراراً، على سبيل المثال، للسينما الذاتية التي كان شاهين من مبدعيها الرواد في السينما العربية، ما فتح الطريق أمامهم لإبداع سينما ذاتية بدورهم، صار معظم انتاجها علامات في تاريخ السينمات العربية ككل.