اتفق الرئيسان الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي على ضرورة الإسراع في التوصل إلى تشديد العقوبات الدولية على إيران بسبب برنامجها النووي، على أن يتم ذلك «في غضون أسابيع»، وخلال فصل الربيع. واعترف اوباما اثر محادثاته مع ساركوزي في البيت الأبيض مساء أول من أمس، بغياب الإجماع في مجلس الأمن حتى الآن على تشديد العقوبات. لكنه أكد أن جهوداً تبذل للضغط على الدول التي لديها مشتريات نفط من إيران والتي تتردد في مجاراة مبدأ العقوبات، مشيراً إلى البرازيل وتركيا في هذا المجال. في المقابل، شدد ساركوزي على أن «الوقت حان لاتخاذ القرار لمنع إيران من الاستمرار في سباقها المجنون» للتسلح النووي، مبدياً التزامه بالعمل مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيس الحكومة البريطاني غوردون براون للتوصل إلى إجماع أوروبي حول العقوبات. وأبلغ مصدر في الرئاسة الفرنسية «الحياة» إن الرئيسين الأميركي والفرنسي ناقشا احتمال عدم التوصل إلى نص قوي للعقوبات في مجلس الأمن، وتداولا فكرة أن تلجأ الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة على حدة، إلى فرض مزيد من الإجراءات العقابية ضد إيران للتوصل إلى المستوى المطلوب من العقوبات. وكشف المصدر أن الجانبين الأميركي والفرنسي يتفهمان موقف لبنان العضو في مجلس الأمن ولا يسعيان إلى إحراج حكومته، باعتبار أن «حزب الله» شريك فيها. في غضون ذلك، توجه سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إلى بكين أمس، لإجراء محادثات حول الأزمة النووية مع المسؤولين الصينيين الذين يبدون تردداً في التجاوب مع الدعوة إلى تشديد العقوبات على بلاده. وأبلغت مصادر مطلعة في طهران «الحياة» إن جليلي سيوضح للمسؤولين الصينيين رغبة طهران في إتمام صفقة تبادل الوقود النووي مع الغرب، علي قاعدة « المصالح المشتركة والاحترام المتبادل». وكان الغرب فسر تردد طهران في إتمام هذه الصفقة بأنه رفض لها، في حين لا يزال الجانب الإيراني يشعر بعدم توافر «الثقة» لإتمام مثل هذه الصفقة التي تتيح تسليم مخزون إيران من الوقود النووي إلى الخارج لمعالجته وإعادته إليها لاستخدامه في مجالات البحث العلمي وتوليد الطاقة. ويرى الغرب في هذه الصفقة ضماناً بالا تحصل طهران على وقود نووي مخصب إلى درجة تتيح لها تطوير سلاح نووي. وأضافت المصادر الإيرانية أن جليلي سيعمل علي تعزيز ثقة بكين بالموقف الإيراني بالشكل الذي يدعم وقوفها في وجه رغبة الولاياتالمتحدة في تشديد العقوبات على طهران . ودأبت الصين علي دعوة إيران إلى الالتزام بالقرارات الدولية وتخفيف حدة التوتر مع الدول الغربية، فيما تؤكد طهران أنها لم تخالف قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تطوير برنامج نووي للاستخدامات السلمية. على صعيد آخر (أ ف ب)، أفادت محطة «اي بي سي نيوز» التلفزيونية الأميركية أن عالماً نووياً إيرانياً بارزاً، فر إلى الولاياتالمتحدة وهو يتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي آي). وكان الفيزيائي النووي شهرام اميري وهو في الثلاثينات من العمر، اختفى في حزيران (يونيو) 2009. واعتبرت مصادر في «سي أي آي» في تصريح للمحطة أن فرار اميري انتصار للاستخبارات الأميركية في إطار الجهود التي تبذلها واشنطن للتصدي للبرنامج النووي الإيراني. ونقلت «اي بي سي نيوز» عن مصادر لم تسمها، أن اختفاء العالم النووي «يشكل جزءاً من عملية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية خططت لها منذ زمن بعيد».