اعتبر رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية الأمير خالد بن سلطان «المبالغ التي يتم صرفها على مدينة سلطان للخدمات الإنسانية «لا تساوي فرحة طفل وعائلته بعد الحصول على علاج من هذه المدينة». وقال الأمير خالد خلال تدشينه أمس مؤتمر «التأهيل العصبي للأطفال/ من التحديات إلى آفاق جديدة»، الذي بدأ في الرياض إن: «الإنفاق على المدينة لا يساوي شيئاً، إذا قمنا بمعالجة طفل، ووفرنا له ما يحتاج إليه من دون أن يتكبد هو وعائلته عناء السفر إلى أي دولة أخرى، في سبيل البحث عن علاج، وكذلك تزويد عائلته كيفية التعامل معه في المستقبل». وأكد أن المدينة تحرص على «توسيع نشاطاتها وافتتاح فرع آخر لها في مكةالمكرمة في القريب العاجل، بهدف الوصول إلى المستفيدين من خدماتها»، مضيفاً: «إن القائمين على المدينة حريصون على استمرار التطوير». وعد مؤتمر «التأهيل العصبي للأطفال» الأول في العالم العربي في هذا المجال، وينطلق بتوقيع اتفاق مع أفضل الجامعات العالمية المتخصصة، لافتاً إلى أن ذلك «يُعد إضافة وقفزة كبيرة لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، والمملكة عموماً، وهذا الاتفاق يتماشى مع أفضل ما يقدمه العالم». وشدد الأمير خالد على أن «المدينة تحرص على الوقوف على أفضل المستجدات والحلول لخدمة الأطفال من هذه الفئة، وتحرص في شكل كبير على تقديم خدماتها وتصنيع ما يحتاجون إليه، سواءً في هذا الاختصاص، أم من خلال مركز سلطان بن عبدالعزيز للأطراف الاصطناعية، الذي تم تدشين توسعته العام الماضي»، مشيراً إلى «تنظيم المدينة عدداً من الفعاليات والمؤتمرات المتخصصة، مثل هذا المؤتمر، وغيره»، مؤكداً «حرصها على تطوير سبل العلاج واحتياجات المستفيدين من خدماتها». وعن اتفاق المدينة مع جامعة جنوب كاليفورنيا، قال: «نعقد الكثير من الآمال على هذا الاتفاق الجيد، الذي يُعد من أول الاتفاقات على مستوى الشرق الأوسط. ويمثل إضافة إلى المنطقة، ونحرص دائماً على السبق في تقديم كل ما يحتاج إليه المستفيدون من خدمات المدينة، سواءً الأطفال أم كبار السن»، مضيفاً: «نحرص على أن تكون المدينة من أوائل المدن على المستوى الدولي». وأشار إلى أن المدينة «ضاعفت خلال الأعوام الثلاثة الماضية طاقتها الاستيعابية من الأسِرّة بنحو 20 في المئة. كما حرصت على الاهتمام بإسكان الأطباء والمستفيدين من خدماتها، إضافة إلى حرص القائمين على المدينة على جلب أفضل الأطباء والاختصاصيين المؤهلين على مستوى العالم». إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية عبدالله بن زرعة إن المدينة أضحت «مرجعاً في مجال التأهيل، وتعد الوجهة الأولى في هذا المجال»، مبيناً أنها «تضاهي المراكز العالمية المتخصصة، وتعتمد عليها وزارة الصحة في تحويل الحالات التي كانت ترسل إلى خارج المملكة لتلقي العلاج، إليها، إذ إن الوزارة رأت أن المدينة تقدم الخدمة ذاتها التي يتلقاها المرضى في مراكز متخصصة في أميركا وألمانيا وتشيخيا». وأوضح في تصريح إلى «الحياة» أن لدى المدينة «خطة للتوسع داخل مدينة الرياض، بإنشاء مركز لخدمة مراجعي العيادات الخارجية، ممن لا يحتاجون إلى جراحات وتنويم، إضافة إلى إنشاء عيادات طرفية في عدد من أحياء الرياض، تتكون من صالة علاج، وطبيب تأهيل، وطبيب عام، حرصاً على عدم إهمال مواعيد الأطفال بسبب صعوبات التنقل التي تواجه بعض الأسر»، مؤكداً حرص المدينة على إيجاد برامج «نوعية لمستجدات الطب وجراحة المخ والأعصاب وجراحة المفاصل والعمود الفقري، واستقطاب الخبراء العالميين لتدريب الممارسين الصحيين فيها». وأشار إلى أن المدينة التي تضم حالياً 511 سريراً، «حريصة على التوسع في تقديم خدماتها لتلبية حاجات المرضى الذين على قوائم الانتظار في أماكن وجودهم، من كل مناطق المملكة ومدنها، وإيجاد الخدمة في أماكن قريبة منهم»، مبيناً أنه «سيتم إنشاء مدينة مشابهة لمدينة سلطان للخدمات الإنسانية في محافظة جدة، وسيتم الانتهاء من وضع التصاميم قريباً، ومن المتوقع أن يستغرق المشروع عامين إلى ثلاثة أعوام». وعن توقيع المدينة اتفاقاً مع جامعة جنوب كاليفورنيا قال إن هذه الجامعة «تُعد من الجامعات المميزة عالمياً، وتحتل المرتبة ال 23 على مستوى الجامعات الأميركية، وفي مجال تأهيل المخ والأعصاب تأتي في المرتبة الخامسة. فيما تتربع على المرتبة الأولى في تخصص العلاج الوظيفي، وهو تخصص نادر عالمياً، وفي المملكة». وتابع : «نحرص من خلال هذه الشراكات الإستراتيجية مع الجامعات المرموقة إلى إيجاد برامج لتطوير الاختصاصيين الممارسين لدينا، لما لذلك من تأثير كبير في جودة الخدمات ونوعيتها التي يتم تقديمها للمرضى»، مضيفاً: «نحتاج إلى تطعيم خبراتنا المحلية بخبرات دولية من خلال هذه الملتقيات للاحتكاك بالعلماء والاطلاع على الأبحاث المتقدمة في هذا المجال، الذي يؤدي إلى إثراء العملية العلاجية والعلمية». وأفاد بأن رؤية المدينة «تنطلق من أهمية التكامل بين تقديم الرعاية والتعرف على الأبحاث العلمية وأفضل الممارسات في العالم»، لافتاً إلى أنه «سيكون هناك برامج بحث مشترك بخاصة في البحوث التطبيقية التي تحقق الفائدة للمرضى والمجتمع، وسيتم تقديمها إلى جهات داعمة مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لتقويم مدى جدواها للمرضى ومن ثم دعهما». وأوضح أن «مركز سلطان بن عبدالعزيز للأطراف الاصطناعية بعد توسعته العام الماضي أضحى من أكبر المراكز على مستوى العالم، والأكبر في منطقة الشرق الأوسط وتضاعف عدد المستفيدين من خدماته من ثلاثة آلاف، إلى تسعة آلاف مريض في العام الواحد»، مضيفاً: «أدخلنا تقنيات جديدة، بحيث يتمكن المريض من الحصول على طرف اصطناعي وأجهزة تعويضية خلال فترة لا تصل إلى أسبوعين».