تشكّل الأم محور الأسرة وعصبها الأساس الذي تنهض عليه في إقامة توازن أسري يمكّن أفرادها من الاستمرار وتحقيق ذواتهم داخل المجتمع. كما أن الأم هي محور التوازنات العاطفية للأبناء ومنبع الحنان بالنسبة إليهم. من هنا من الواجب أن تحظى بالمحبة والتقدير والاحترام. وإذا كان هذا هو الأمر السائد في كل المجتمعات، فإنه يختلف من مجتمع لآخر تبعاً للعادات والتقاليد في كل مجتمع على حدة. أما في المجتمعات العربية فتحظى الأم بالإكرام والتقدير. ولكن وككل المجتمعات، هناك استثناءات. هذه الحالات تشكل محور البرنامج التلفزيوني الاجتماعي «لحبيبة مّي» الذي يقدمه التلفزيون المغربي على قناته الثانية بغية التوعية. البرنامج الذي يحمل عنواناً عاطفياً لاقى نجاحاً كبيراً عند المشاهدين المغاربة وهو يعرض حلقاته بشكل أسبوعي مساء كل إثنين، ويحكي بعضاً من «قصص واقعية مؤثرة لنماذج من الأمهات المغربيات لم ينصفهن المجتمع كما ينبغي لهن». وهو بالتالي «فرصة لتسليط الضوء على مجموعة من السلوكيات السلبية داخل المجتمع المغربي ومناقشتها مع اختصاصيين ومحللين اجتماعيين» بغية الدعوة إلى الحد منها. «لحبيبة مّي» برنامج «تفاعلي يجعل من الأم محور موضوعه، بحضور محللين نفسيين وإجتماعيين ورجال قانون، لرد الاعتبار لهذا العنصر المهم في حياتنا الشخصية والاجتماعية والتربوية»، كما يعلن في ورقة تقديمه. وفي هذا السياق يقترب البرنامج من عالم بعض هذه الحالات الاجتماعية ويركز على معاناة أمهات مع أبنائهن وزوجاتهم، ما تسبب لهن في الخصام معهم، بل والابتعاد عنهم للسكن في «دار العجزة». ويسعى البرنامج وهو يرصد بعض حالات نكران الجميل تجاه بعض الأمهات الى إعادة الاعتبار إلى الأم والدعوة إلى احترامها وتقديرها لا سيما من خلال إظهاره ما آلت إليه أوضاع بعضهن إذ أصبحن يعشن وحيدات، رغم ما قدمنه من التضحيات.