ها قد بتنا على قيد أنملة من الانتخابات البلدية في لبنان، فأتساءل: هل سيظل الناخبون يتصرفون كما في السابق، من حماسة شديدة قبل الانتخابات وتفضيل زعيم على آخر، وإقبال كثيف على الاقتراع؟ الديموقراطية في مفهوم المواطن هي الاقتراع وبعد الاقتراع ينتهي دوره ولا شأن له بالعقبى. فليس هناك من يراقب أو يحاسب، ولا حتى يعلم بما أنجزوا من مشاريع، ولماذا فشلوا في انجاز بعضها، ومن انتفخت جيوبه، ومن لم تنتفخ، وأثناء الولاية يهاجم المواطن رئيس البلدية والأعضاء، ويحلف أمام جيرانه وأصدقائه أنه لن ينتخبهم مرة ثانية، وتأتي المرة الثانية والثالثة فيرجع الى حماسته المعهودة بل أكثر، فيتحمس للزعيم الذي أشبعه تهجماً طوال فترة ولايته السابقة، وتمضي السنون والعهود، ويبقى المواطن، الجد والإبن والحفيد، كما عهدناه.