واشنطن، كابول، انقرة – أ ف ب، رويترز، يو بي آي – كشف استطلاع للرأي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» تأييد غالبية الاميركيين لطريقة تعامل الرئيس الاميركي باراك اوباما مع الحرب في افغانستان، وذلك بالتزامن مع زيارته المفاجئة التي استمرت خمس ساعات لهذا البلد. وأبدت نسبة 53 في المئة من عينة شملت ألف شخص تأييدها لسياسة اوباما في افغانستان، ما شكل اعلى نسبة تأييد ينالها الرئيس مقارنة ببقية القضايا التي تواجهها ادارته، فيما عارض 35 في المئة منهم هذه السياسة. وقال المشاركون في الاستطلاع انهم يثقون بالديموقراطيين اكثر من الجمهوريين في شأن معالجة القضية الافغانية (43 مقابل 33 في المئة). وكانت زيارة الرئيس الاميركي المفاجئة الى افغانستان اول من امس، مثلت حالة خاصة على صعيد احاطتها بتكتم شديد، بعدما وصل ليلاً وغادر قبل ان تبزغ الشمس. وحظر على الصحافيين ابلاغ اي شخص عن وجهتهم ليل السبت في الطريق الى قاعدة اندروز الجوية حيث توجد طائرة الرئاسة. ولدى الوصول الى القاعدة نقلت اطقم ممثلي وسائل الإعلام بحافلات إلى حظيرة الطائرة الرئاسية «اير فورس وان» التي خرجت في الظلام بعدما استقلها أوباما لتجنب ادراك اي عسكري في القاعدة حقيقة اقلاعها. وغادر اوباما تحت «غطاء» تمضية عطلة نهاية الاسبوع في منتجع كامب ديفيد الرئاسي، لكن المروحية حملته إلى قاعدة اندروز، تمهيداً لزيارة افغانستان التي ستستضيف نهاية السنة نحو 100 ألف جندي اميركي. ومرت الرحلة الجوية إلى افغانستان والتي استغرقت أكثر من 12 ساعة سريعاً، اذ نام معظم الركاب في الجزء الاول منها، ثم التقى مسؤولون عن الامن القومي في البيت الابيض بصحافيين في قاعة اجتماعات لإطلاعهم على الامر. وظل حاجب الضوء على نوافذ الطائرة طيلة الرحلة. وهبطت الطائرة الرئاسية في قاعدة باغرام من دون مشاكل وسط الظلام في السابعة والنصف مساء بالتوقيت المحلي، ثم استقل اوباما مروحية الى القصر الرئاسي في كابول، فيما استعاد الصحافيون اجهزة الهاتف المحمول وأجهزة «البلاك بيري» بعد تسليمها في قاعد اندروز. وأذيع نبأ الزيارة لدى لقاء اوباما الرئيس كارزاي في حديقة القصر، في وقت دعي صحافيون افغان قليلون لتغطية الحدث من دون ان يعلموا هوية الضيف مسبقاً. وإثر عودته الى باغرام، ألقى كلمة امام الجنود الاميركيين استغرفت 20 دقيقة، وتعهد فيها الانتصار على حركة «طالبان»، محذراً من ان «استعادة طالبان هذا البلد وعودة تنظيم القاعدة الى التحرك من دون عقاب فيه، سيعرضان مزيداً من الاميركيين للموت». وأضاف وسط تصفيق حار: «طالما انا قائدكم الاعلى فسأمنع ذلك». وقال مخاطباً الافغان ان جيشه «هنا لمساعدتكم على صنع سلام ثمين. ونريد بناء علاقة دائمة تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل». وكان اوباما زار افغانستان عام 2008 حين كان سيناتوراً ومرشحاً للبيت الابيض، ووعد حينها بسحب القوات الاميركية من العراق والتركيز على افغانستان لمكافحة «القاعدة». وبعد وصوله الى البيت الابيض في كانون الثاني (يناير) 2009، امر اوباما بسحب القوات الاميركية من العراق خلال الصيف المقبل، ثم اعلن في كانون الاول (ديسمبر) الماضي ارسال حوالى 30 الف جندي اضافي الى افغانستان، وحدد موعداً اولياً لسحب القوات الاميركية بدءاً من صيف 2011. ميدانياً، قتل جندي من الحلف الاطلسي (ناتو) بانفجار قنبلة يدوية الصنع، ما رفع الى 137 عدد الجنود الاجانب الذين قتلوا في افغانستان مند مطلع السنة، وهي اكبر حصيلة خلال الفترة ذاتها في ثماني سنوات من الحرب. وفي اتصال هاتفي اجراه الرئيس التركي عبدالله غل مع نظيره الأفغاني كارزاي، أكد الاول اهمية العلاقات الثنائية بين البلدين، متعهداً مواصلة الدعم لأفغانستان في كل القضايا.وتساهم تركيا منذ العام 2002 بوحدة عسكرية إعمارية لوجستية غير مقاتلة تضم حوالى 1700 عنصر، وتولت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 قيادة قوات الحلف الاطلسي لمدة سنة.