اقترح الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في كلمته في قمة سرت إنشاء رابطة الجوار العربي، تضم دول الجامعة العربية، بالإضافة إلى دول الجوار. ويسبق هذا إطلاق حوار عربي مع إيران، وعلى أساس نتائج هذا الحوار يتحدد الموقف من انضمام إيران لهذه الرابطة، معتبراً ان القلق من إيران يؤكد الحاجة لهذا الحوار. واستشهد بموقف الدول الغربية التي لم يمنعها صراعها مع إيران من الحوار معها. القضية هنا مختلفة، والغرب يتحاور مع ايران حول المصالح وليس الحقوق، ولهذا فان اطلاق حوار مع ايران على رغم احتلالها جزراً عربية، ورفضها الاعتراف بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتدخلها في فلسطين، ولبنان، وبعض دول الخليج، وإطلاقها شعارات ومواقف تنطوي على عدم الاعتراف بالتاريخ العربي وحدوده الجغرافية، يعني ان العرب يقرون بمواقف إيران ويتفاوضون حولها، وهو أمر سترحب به إيران وتستغله لتكريس علاقاتها الراهنة معنا، وعلى العرب ان يأخذوا الدرس من المفاوضات مع إسرائيل، اذ ان التفاوض على حقوقك يعني انك مهيأ للتنازل عن بعضها. صحيح ان إيران تشاركنا في الجغرافيا والتاريخ ولنا معها مصالح مشتركة، لكن ما بيننا وبين إيران ليس مجرد خلاف في بعض القضايا، وإنما نزاع حقيقي على الأرض والسيادة والحقوق التاريخية والثقافية، وإذا كان ما قامت وتقوم به إيران اصبح «خلافاً على بعض القضايا»، فإن هذا القياس يمكن ان ينطبق أيضاً على إسرائيل، باعتبار ان الاحتلال والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، مجرد خلاف في وجهات النظر. نعم للحوار مع إيران إذا خرجت من الأرض العربية التي تحتلها، وكفت عن تأجيج الخلاف بين الفلسطينيين وبين اللبنانيين، واعترفت بمجلس التعاون وتعاملت معه كمنظمة إقليمية تحظى باعتراف العالم. الأمر الآخر، هو ان رابطة الجوار العربي المقترحة لن تغير موقف ايران من عدالة قضيتنا وحقوقنا، فقضيتنا ليست جديدة، ولا نعتقد ان طهران في حاجة الى تأشيرة إقليمية أو سياسية للتفاعل مع الحقوق العربية التي تدعي دوماً انها تدافع عنها، فضلاً عن انها تشاركنا التاريخ والجغرافيا منذ مئات السنين لكنها لم تفعل شيئاً، ولهذا فان ضمها الى هذه الرابطة، وفتح حوار معها على رغم انها دولة محتلة، هو تسويغ لمواقفها العدوانية تجاه العرب.