لم يخيم الظلام على أرجاء المملكة مساء أمس كما تناقل بعض المواطنين والمقيمين ممن تابعوا إعلان السعودية المشاركة في فعاليات «ساعه الأرض»، التي تُطفأ خلالها الكهرباء عن بعض القطاعات في دول العالم لمدة ساعة كتعبير رمزي عن الاهتمام بالبيئة والحفاظ على نقاء الأرض ونظافتها. ولم يكن تفاعل الجهات الرسمية كبيراً، وبدا ذلك واضحاً على مبانيها التي كانت تتلألأ، في حين اكتفت بعض المؤسسات بإطفاء مصابيحها الخارجية ومكيفاتها ساعة واحدة بين 8.30 و9.30 مساء، كما شارك عدد من الأهالي في المبادرة التي تحدث في السعودية للمرة الأولى. وعلى رغم هذا اعتبر مسؤولون ومهتمون ما جرى خطوة مهمة على طريق توعية الناس بأهمية دورهم في تقليص انبعاث الغازات التي تسهم في الاحتباس الحراري والتقلبات المناخية. وذكر نائب رئيس الشركة السعودية للكهرباء للشؤون العامة عبدالسلام اليمني ل«الحياة»، أن مركز التحكم في الشركة سجل انخفاضاً خلال الساعة المخصصة بمقدار 200 ميغاوات، معتبراً أن هذه النسبة «جيدة على مستوى الاستهلاك». وأضاف أن النسبة الأعلى من خفض الكهرباء سجلت في منطقة الرياض، تبعتها المنطقة الغربية، فالمنطقة الشرقية، لافتاً إلى أن شركة الكهرباء لم تلزم أية جهة بإيقاف التيار الكهربائي أمس، للإسهام في مبادرة ساعة الأرض، كما لم تفصل الكهرباء عن أية جهة أو منزل. وقال اليمني: «إيماناً من الشركة السعودية للكهرباء بأهمية هذا الحدث، خفضنا نسبة الإضاءة والتكييف في أربع مبان إدارية تابعة للشركة في كل من الرياضوجدة والدمام وأبها، بنسبة 95 في المئة، كما هو معمول به في قطاعات كثيرة من العالم، أما في محطات التحويل فاطفئت الإضاءة فقط»، مشدداً على أن المبادرة في ساعة الأرض فردية خاصة بأي شركة كما هي في جميع دول العالم «هي مبادرات من القطاع الخاص كالمراكز التجارية والمصانع والشركات، ونحن من موقع مسؤوليتنا حددنا هذه المباني الرئيسية التي تعمل على مدار الساعة، وخفضنا نسبة الطاقة فيها». وأشار إلى أن خفض الأحمال على الطاقة يعتمد على مساهمة القطاعات المختلفة في مبادرة يوم الأرض. وتابع: «خفض الأحمال يعتمد على نسبة مساهمة الناس، والهدف العام ليس الإسهام في خفض الأحمال، وإنما المشاركة في يوم الأرض، وهو هدف سام وكبير يرتبط بخفض الانبعاثات الحرارية وحماية الأرض وتقليص انبعاثات الغازات التي تسهم في الاحتباس الحراري والتقلبات المناخية». ورحب مواطنون بالمبادرة، ومنهم سلطان الخالدي، الذي أكد أنها تعكس وعي قطاعات كبيرة من الجمهور بدورها في معالجة قضية الاحتباس الحراري، وأضاف: «إذا استشعر كل إنسان وكل جهة أو قطاع دوره تجاه البيئة كما هي الحال اليوم لن نحتاج في المستقبل لعقد مؤتمرات أو ندوات لحل هذه المشكلة». وأعربت حنان الزهراني عن أملها بأن تلفت هذه المبادرة انتباه عدد من الناس إلى مراعاة خطر الاحتباس الحراري «ربما خلال ساعة واحدة استشعر الكثيرون المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه البيئة، ونحن في حاجة أكثر لمثل هذه المبادرات التي تذكّرنا بالدور الصحيح، الذي يجب أن نلعبه تجاه العالم الذي نعيش فيه».