كسدت معاهد اللغة الإنكليزية في الطائف أو كادت، على رغم أنها تقدم الكثير من المغريات والعروض التي بإمكانها استقطاب الراغبين في تعلم اللغة الأولى في العالم، إلا أن الإقبال عليها من قبل الطلاب لا يزال ضعيفاً، إذ يرون أنها لا تفي بالغرض، وأن ما يتلقونه فيها يتبخر بمجرد اندماجهم في المجتمع الذي لا يحكي سوى العربية. وأرجع معلم اللغة الإنكليزية في ثانوية الحديبية سمير قانديه إحجام المواطنين عن تعلم اللغة إلى أسباب عدة، أبرزها: الكلفة المادية شبه الباهظة مقارنة بدخل الكثير من الأسر، ما أوجد نوعاً من الإحباط لدى الراغبين في التعلم، إضافة إلى استسلام الدارس أمام أولى العقبات التي تواجهه خلال تعلمه اللغة وهي افتقاده الرغبة والجد، وافتقاده إلى الحوافز، مشيراً أن الكثيرين ممن اجتازوا الدورات في تلك المعاهد يخرجون منها لا يمتلكون المهارات المأمولة منهم. وقال علي الحارثي: «التحقت بإحدى دورات اللغة بمقابل مادي قدره ألف ريال لمدة شهر، من أجل تطوير نفسي، وعلى رغم أنني تمكنت من إجادة بعض الكلمات، إلا أنها سرعان ما تلاشت عقب الدورة»، عازياً ذلك إلى وجوده في مجتمع اختزل مخاطباته اليومية في اللغة العربية، معتبراً اللغة الإنكليزية سلاحاً ثقافياً مهماً. «عدم إجادتي للغة الإنكليزية بات الحاجز الوحيد أمامي على رغم الانفتاح الإعلامي العالمي وتوافر سبل الاتصال كافة». ورأى حاتم السيالي أن الفائدة التي يجنيها الدارس من معاهد اللغة الإنكليزية محدودة، معتبراً أن من يمتلك الرغبة في التعلم الذاتي يلزمه جهد مضاعف شريطة وجود من يؤازره لا سيما الاختصاصيين. وأوضح أنه لا يزال ملتحقاً بدورة لمدة ستة أسابيع، مشيراً إلى أن حاله شبيهة بالغريق في بحر متلاطم «لولا أن هيأ الله لي أحد معلمي اللغة الإنكليزية من السعوديين الذي قدم لي التوجيهات والاستشارات». وتساءل السيالي قائلاً: «لماذا لا تقيم الجهات الحكومية دورات مكثفة مجانية لمنسوبيها في اللغة الإنكليزية، وتحميهم من سيطرة القطاع الخاص؟»، مشيراً إلى أن تعلم اللغة الإنكليزية لغير الناطقين بها يفتح الآفاق على ثقافات أخرى.