دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في كلمته أمس أمام القمة العربية إلى «عدم تقديم مزيد من التنازلات أمام سلوك الحكومة الاسرائيلية الذي يشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى أنها حسمت أمرها واتخذت قرارها بفرض سياسة الأمر الواقع واتخاذ إجراءات من جانب واحد لفرض رؤيتها للحل ولو بالقوة». وأكد أن «التعنت والصلف الإسرائيلي يسيران بنا إلى طريق مجهول وأفق مسدود»، مشدداً على أن «تهويد القدس والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية وتجريف ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وهدم المنازل والتهجير والاعتقالات وكل الممارسات الإسرائيلية الأخرى، لا يمكن أن تلغي حقاً أو تضمن أمناً، وإنما تدفع باتجاه التأزيم وتفجير الأوضاع». ورأى أن خيارات العرب «بدأت تضيق وتنحصر» أمام السياسات الاسرائيلية، داعياً إلى «ضرورة البحث في الخيارات المتاحة لنا لاسترداد الأرض وتحرير الشعب الفلسطيني من الظلم والاستبداد ونيل حريته وإقامة دولته المستقلة والدفاع عن المقدسات، وفي مقدمها المسجد الأقصى المعرّض للهدم بسبب الحفريات الاسرائيلية». وجدد دعوته إلى «إقامة اتحاد عربي بديلاً للجامعة العربية». وقال إنه «في ظل الظروف العربية الحالية والصلف الصهيوني، فإن أهم ما يجب أن يتحقق في هذه القمة هو إنشاء الاتحاد العربي» على غرار التجربة الأوروبية والأفريقية، بصلاحيات أوسع من الجامعة. وأضاف أن «الجامعة أدت الواجب، ولا بد الآن من أن نطور العمل العربي المشترك للتصدي للتحديات التي تواجه أمتنا». وأضاف أن «الصهاينة هم أعداء الأمة العربية ومهما قدمنا من تنازلات ومشاريع فلن يقبلوا بها، لماذا إذاً لا نقيم اتحاداً عربياً لمواجهة الصلف الصهيوني... من دون إنشاء اتحاد عربي، لن ننجح أبداً في مواجهة الكيان الصهيوني». وأشاد ب «الدول الشقيقة التي وقفت إلى جانب شعبنا في مواجهة التحديات التي فرضت عليه، وفي مقدمها ما قامت به العناصر المتمردة (الحوثيون) في محافظة صعدة، وأرادت بالفتنة التي اشعلتها العودة بوطننا إلى عهود الإمامة، وسعت إلى الترويج لفكر وافد غريب على مجتمعنا اليمني الذي عرف بتسامحه ورفضه العنصرية والعصبية المذهبية عبر التاريخ، إضافة إلى ما قامت به تلك العناصر من تنفيذ لأجندات خارجية استهدفت أمن اليمن والمملكة العربية السعودية وأمن المنطقة عموماً». وأشار إلى أن حكومته «ستقوم باتخاذ الخطوات اللازمة لبسط سلطة النظام والقانون وإعادة الإعمار في المناطق التي شهدت الحرب»، مؤكداً أهمية الوحدة اليمنية وتمسكه بها «كعنصر مهم لاستقرار اليمن والمنطقة والعالم». وقال: «ستظل أيدينا ممدودة للجميع للمشاركة والاسهام في مسيرة بناء الوطن الذي هو ملكنا جميعاً».