على غرار دراسة قرأتها تهدف إلى احتواء أبعاد مدى الحوادث والإشكاليات المرورية الناجمة جراء تهور الكثير من سائقي السيارات، خصوصاً الشباب، وعدم اكتراثهم باتباع الأنظمة والإرشادات والتعليمات المرورية، حقيقة لا أخفيكم سراً بأنني وجدت أن الكثير من أسباب الحوادث التي تقع على طرق مملكتنا الحبيبة هي، وبكل أسف، الانشغال وشرود الذهن لسائقي السيارات جراء استخدام الهاتف الجوال أثناء القيام بقيادة السيارة، إذ أثبتت دراسات عدة بيان خطورة الانشغال عن الطريق أثناء القيادة، وأن ذلك بات سبباً مميتاً، لا سمح الله تعالى. نعم أخي سائق السيارة يجب عليك ألا تتصل بأحد أثناء القيادة والتحدث اليه من خلال جوالك، وعندما تصل بسلامة الله إلى منزلك أو مكان عملك اتصل بمن تريد وتحدث كما تشاء، ففي ذلك أمان لك وحماية من الحوادث على الطريق، وليكن بمقدورك إرجاء الاتصال بعد توقفك تماماً بهدف ضمان سلامتك وسلامة الآخرين، وبما أن «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح»، وهذا مبدأ شرعي، لذلك من المنطقي جداً تجسيد هذا المبدأ حتى في خضم قيادة السيارة، نعم، لأن الحفاظ على الأرواح البريئة أمر شرعي لا بد من العناية والالتزام به. فلا بد إذن من أخذ الحيطة والحذر من التكهن أو التساهل بقيادة السيارة، درءاً من الوقوع في الأخطار والإشكاليات والحوادث التي من شأنها إفقادنا أرواحنا. ولعلي هنا أذكر شيئاً من الأسباب التي تساعد في قيادة ناجحة وآمنة، بعد حفظ الله تعالى للجميع، ومنها الحرص على الاتعاظ بمن ابتلي بأضرار جسيمة نتيجة التهور بقيادة السيارة، أو الحديث في «الجوال» أثناء القيادة، نعم فهذا خير محذر وبمثابة جرس إنذار، فالسعيد من اتعظ بغيره. كما أنه يجب على قائدي السيارات كافة أن يتذكروا دائماً بأن أولادهم في انتظارهم، فلا تقتل فرحتهم بعد رؤيتك بارتكابك مخالفة، ربما أسهمت هذه المخالفة في حرمانهم من رؤيتك إلى الأبد، ضع لديك مبدأ ومنهجية مفادهما «أن تصل سالماً متأخراً خير من ألا تصل أبداً».