وصف نجم فريق الهلال والمنتخب السعودي الأول محمد الشلهوب حصوله على لقب هداف دوري زين للمحترفين ب«الإنجاز التاريخي»، خصوصاً في ظل خطفه اللقب من بين عدد من المهاجمين واللاعبين البارزين في الهلال وبقية الأندية في الدوري. وكشف الشلهوب في حوار له مع «الحياة» عن شعوره بالضيق من عدم إشراكه في عدد من المباريات، مبيناً أن الجهاز الفني علل له ذلك بمعاناته من الإرهاق، متسائلاً عن إراحته وحيداً على رغم وجود عدد من اللاعبين الذي ساروا معه على النهج ذاته من بدايه الموسم، مؤكداً ثقته الكبيرة بالمدرب البلجيكي غيريتس واحترامه لوجهة نظره الفنية. وبيّن هداف الدوري أنه قام بإجراء تدريبات خاصة قبل بداية الموسم من أجل الاستعداد بدنياً، مشدداً على أنه كان يملك رغبة جامحة في العودة إلى مستواه المعهود بعد الموسم الماضي الذي لم يظهر فيه بالشكل المأمول. فإلى الحوار: الرياض - بندر سعد أولاً نهنئك بمناسبة حصولك على لقب هداف الدوري، ماذا يعني لك الحصول على لقب الهداف، خصوصاً أنك لاعب في خط الوسط وفي فريق مليء بالنجوم البارزين في خطي الوسط والمقدمة وفي منافسات يشارك فيها نجوم محليون وأجانب من أندية عدة في خط الهجوم؟ - أولاً أشكركم على الاستضافة وهي ليست غريبة عليكم وسعدت بهذه الاستضافة كثيراً، ثانياً الكل يعرف أنني لم أكن أشارك في الموسم الماضي لاعباً أساسياً، وفي بداية الموسم الحالي كان هناك قتال من جانبي للعودة إلى موقعي، وعزمت كل العزم على أن أظهر بصورة مغايرة وبالذات من بداية معسكر النمسا، والحمد لله وفقت واستطعت أن أحقق لقب الهداف، ومثلما قلت أنت من بين نجوم كبار، وهو بصراحة إنجاز تاريخي بالنسبة إليّ. تحدثت عن غيابك الموسم الماضي ما الأسباب؟ هل كان الشلهوب سيئاً أم أنه لم ينل الفرصة الكافية للعودة؟ أم أنه لم يُهيأ بالشكل المناسب من الجهاز الفني؟ أم أنك لم تنل الفرصة في المشاركة في المباريات بالتدريج؟ أين كان الخلل من وجهة نظرك؟ - كثر الكلام عن أن الظروف هي التي أعاقت مشاركة الشلهوب في الموسم الماضي، لكن لو كانت هناك ظروف تعوقني صدقاً لما شاركت في التدريبات وخضعت للتدريبات، من الممكن أن يكون عدم مشاركتي في المباريات هو ما تسبب في كثرة الجدل والحديث حولي، وهناك من يقول أو قال إن الشلهوب تراجع مستواه وعطاؤه، ولكن هذا الموسم كان هناك اختلاف كلي، ووجدت أنني أُعطيت الفرصة، والكل يعرف أنني في معسكر النمسا لم أكن أشارك أساسياً، لكني عقدت العزم والحمدلله الذي وفقني للعودة إلى صفوف الفريق الأساسي والمشاركة بشكل مستمر حتى اللحظات الأخيرة. كنت في قمة مستواك في الجولات الأخيرة وفي الطريق نحو تحقيق لقب الهداف لكن لم يتم إشراكك أساسياً... لماذا؟ - ليس هناك سبب، علاقتي جيدة مع الإدارة، والكل يعرف علاقتي بسامي الجابر الذي عايشته لاعباً ومديراً إدارياً حالياً. وحتى في المباراة الأخيرة المدرب كان يعلل بوضع الإصابات وظروف المباريات، وقال لي إنه كان يود أن يشركني في جزء من المباراة ولكن الظروف جعلته يتخذ القرارات التي اتبعها. وكيف كان شعورك تجاه قرارات الجهاز الفني؟ - طبيعي أن أغضب، لكني بالطبع أحترم ما يقوم به المدرب وقراراته وما تفعله الإدارة. كيف كان تعاملك مع لقب الهداف؟ هل كان يشكل هاجساً لك؟ - بصراحة لم يكن يعنيني الأمر كثيراً في البداية، ولم أكن حتى أعد الأهداف التي أحرزها أو أهتم بالمسألة إلى هذا الحد، لكن بعد ذلك بدأ الأمر يأخذ حيزاً من الاهتمام لديّ، خصوصاً أنني تصدرت الهدافين من بداية الجولة السادسة وحتى نهاية الدوري، وفي الجولات الأخيرة بالذات شعرت بأهمية اللقب وشعرت بأنه من الظلم أن يضيع مني اللقب الذي كان في حوزتي من بدايات الدوري. وكيف تعاملت مع الأمر عندما لم تنل فرصتك في المباراة الأخيرة تحديداً؟ - بصراحة كنت متضايقاً. والمدرب شكرني وقال لي أنت لم تقصّر معي يا محمد في الجزء الأول من الموسم، لكنه عاد وعلل لي الوضع بأنه يخاف من الإرهاق والإصابات، وهو يرى أنني بدأت أعاني من الإرهاق وأنه من الضروري أن أرتاح. في مطلع الموسم وفي المعسكرات الإعدادية تحديداً البعض كان لديه شكوك في أن الشلهوب لن يستطيع الخروج من دائرة التراجع التي كان في مدارها في الموسم الماضي؟ - أنا سأرجع وأقول إنني كنت متحمساً في بداية الموسم حتى أنني كنت في الفترة الأخيرة من الإجازة كنت أخضع لتدريبات خاصة لأنني أريد أن أبدأ وأنا في صورة أفضل. وفي بداية المعسكر لم أكن أشارك مع الفريق لكن المدرب جاء إلي وتحدث معي وقال لي لقد طرقت بابي بالمستويات التي تقدمها في التدريبات، ويوماً تلو الآخر تثبت لي أنك تريد أن تلعب مع الفريق وهذا حق من حقوقك والحمد لله أنه أكرمني وشاركت مع الفريق الأساسي واستطعت أن أقدم مستوى طيباً. وحتى بعد المباريات الودية كان المدرب يتحدث معي ويشيد بأدائي وثبات مستواي ويطالبني بتقديم الأفضل وهذا شجعني كثيراً على مواصلة الأداء حتى الفترة الحالية من الموسم. بعض اللاعبين عندما يتعرضون لهذا النوع من الضغوط يفكرون في هجر كرة القدم ألم يتبادر إلى ذهنك هذا التفكير؟ - هذه كرة القدم وهذه حلاوتها، يوم لك ويوم عليك، يوم سيئ ويوم جيد، ومن الأيام غير الجيدة التي مرت على الشلهوب تلك التي أضعت فيها ركلة الجزاء أمام ام صلال لكن أحمد الله الذي وفقني للتعويض هذا الموسم وبإذن الله نواصل التعويض في الموسم المقبل. قلت ان المدرب غيرتيس تحدث معك في بداية الموسم وقال لك انك طرقت بابي بمستواك المميز، هل كان للحديث تأثير ايجابي فيك؟ - بكل تأكيد خصوصاً أنني جئت من موسم لم أشارك فيه في مباريات كثيرة وهو منحني بكلماته حماسة أكبر وأملاً كبيراً بإمكان المشاركة أساسياً خلال الموسم. وأنا والعياذ بالله من كلمة أنا عادة ما أبدأ كل موسم بروح جديدة، وفي كل موسم اعتبر نفسي لاعباً مستجداً، وأحاول أن أثبت وجودي للجميع من جديد، وفي هذا الموسم قلت لنفسي إنني لاعب مستجد، خصوصاً أن المدرب لا يعرفني، وسأحاول أن أقدم نفسي بصورة جيدة. العام الماضي حضرت مع كوزمين وغبت، والأمر ذاته تكرر مع غيريتيس، وهو ما جعل البعض يقول بأن الشلهوب لاعب ذو نفس قصير؟ - لم يسبق أن حصل لي ذلك سوى في الموسمين الأخيرين الموسم الماضي والموسم الحالي، وقد أكون تعرضت لبعض الإرهاق ولم يشركني المدرب هذا الموسم لهذا السبب، وأنا احترم هنا وجهة نظره كثيراً سواء أشركني أم أجلسني على مقاعد الاحتياط فهي وجهة نظره الفنية. لكن من وجهة نظري الشخصية سأقول إنني الآن في العام العاشر في مشواري مع الفريق، فأنا بدأت مع الفريق الأول من العام 2000، ولن أقول ارجع للتاريخ لأن التاريخ يشهد على مستواي وطول نفسي طوال الفترة التي لعبت فيها، لكنني سأقول انك لو دققت النظر لوجدت أنني دائماً ما أشارك بصفة مستمرة من أول الموسم حتى آخره، ودائماً ما أقدم مع بقية زملائي المستوى المرضي. خضعت للإشراف الفني من مدرستين تدريبيتين هما مدرستا كوزمين وغيريتس؟ كيف تراهما؟ - كوزمين وغيرتيس مدربان كبيران واستفدنا منهما كثيراً، والمدرب كوزمين غني عن التعريف، والجميع يتداول أن علاقتي به وطيدة وأنه قريب مني جداً، وفي المقابل غيريتس مدرب قدم الكثير مع الفريق، وكلا المدربين مميز والفريق قدم تحت إشرافهما كرة جميلة، وكلاهما قدم فريقاً ممتازاً، وآمل أن يواصل الهلال بالمستوى نفسه ويشرف الكرة السعودية في البطولة الآسيوية، وإن شاء الله يوفق المدربان لتقديم الأفضل لكرة القدم. البعض يرى أن الفريق الهلالي بدأ في التراجع أداء؟ - من الطبيعي أن يكون هناك نزول في المستوى، فليس هناك فريق في العالم يستطيع أن يواصل تألقه لمدة طويلة، فمثلاً فريق برشلونة وهو أفضل فريق في العالم في العامين الأخيرين لكن مستواه بدأ يتراجع. هناك من يرى أن نجوم الهلال هم سبب نجاح غيريتس؟ - أنا أعتقد أن النجاح مشترك، فإذا وصل النجوم والمدرب إلى مرحلة من الانسجام بينهما تتيح لهما تقديم كل ما لديهما من أجل الفريق، فالنتيجة تكون مميزة، وهنا لا أنسى دور الإدارة وإسهاماتها في دعم مسيرة الفريق. اختلف الهلال هذا الموسم كثيراً، وكان هناك فارق فني بينه وبين الفرق الأخرى، فما الأسباب في رأيك؟ - أعتقد أن التكاتف والاستقرار هما اللذان جعلا الهلال يختلف هذا الموسم عن بقية المواسم الماضية. ماذا تقصد بالاستقرار؟ - الاستقرار الإداري والفني وتكاتف اللاعبين ومن بداية الموسم كان واضحاً أننا نريد أن نفعل شيئاً هذا الموسم. والكل لاحظ وجوهنا بعدما عدنا من معسكري فرنسا والنمسا، إذ ظهرنا وكأننا خرجنا للتو من دورة عسكرية والحمد لله ها نحن نقطف ثمار جهودنا مطلع الموسم. البعض يرى أن الهلال تفوق الموسم الحالي بسبب تراجع مستويات المنافسين؟ - هناك مشكلات يعرفها الجميع في الأندية الأخرى، ومع ذلك لا يمكن أن أقول إنها خدمتنا، لكن الهلال لعب هذا الموسم بأسلوب مختلف عن السابق، وهو أسلوب يجمع بين المتعة والحماسة، وقدم عطاء متميزاً أسهم في النجاحات التي حققها، وبالنسبة لنا كلاعبين فنحن على العكس نتمنى أن تكون الفرق في كامل عافيتها، لأن الدوري حينها سيكون أكثر متعة، فلو كان الاتحاد والشباب أو الأهلي أو حتى النصر في عافيته الكاملة، فسنستمتع أكثر بالمنافسة، وعلى سبيل المثال النصر قدم الموسم الحالي مستوى أفضل من المواسم السابقة، ورأينا كيف كانت مباريات النصر والهلال والتي شهدت ندية وحماسة مثلما كانت عليه في السنوات الماضية، وإن شاء الله تكون الفرق في وضعها الطبيعي في كأس الملك وحتى في الموسم المقبل، ولا خوف على الهلال فهو فريق يمتلك القدرات الفنية المميزة التي تتيح له خطف البطولات. البعض يرى أن المحترف السويدي ويلهامسون كان تيرمومتر الفريق هذا الموسم؟ إذا حضر كان الفريق في عافيته... وإذا غاب تراجع أداء الفريق؟ - بصراحة جزء من قوة الهلال هذا الموسم المحترف السويدي ويلهامسون، وعطاء هذا اللاعب اختلف عن الموسم الماضي كثيراً، وساعد الفريق في أمور عدة، لكن دعني أحدثك عن الفريق هذا الموسم، فلو لاحظت لوجدت أن معظم اللاعبين غابوا، لكن الفريق واصل تحقيق الإنجازات الإيجابية إذ غاب ياسر القحطاني ونيفيز ورادوي وويلي وغاب الشلهوب لكن الفريق واصل انتصاراته، والحمدلله كونا فريقاً لا يعتمد على لاعب أو لاعبين بل يعتمد على المجموعة. حققت 22 بطولة مع الهلال؟ ما هو الرقم الذي تريد أن تصل إليه في عدد البطولات؟ - وضع البطولات مثله مثل وضع لقب الأهداف، إذ إنني لم أكن أعد الأهداف التي أحرزها أثناء سير منافسات الدوري، ولذلك فسأدع الأمر حتى أصل إلى الاعتزال وحينها سأحسب عدد البطولات التي حققتها، وأتمنى من الله أن أوفق أنا ومجموعة زملائي في الفريق لتحقيق المزيد من الألقاب والإنجازات والبطولات، والكل يعرف أنني بدأت مع الهلال في العام 2000 والآن مر علي مع الفريق 10 أعوام، وإذا كان ما تقوله صحيحاً في أنني حققت 22 بطولة مع الهلال فهو رقم كبير وجيد، وأتمنى أن أحقق المزيد. شهد الفريق مرحلة اعتزالات متوالية للنجوم التمياط والثنيان ثم الجابر وغيرهم؟ ألم تكن تشعر حينها أن الفريق سيتعرض لهزة لفقدانهم؟ - دعني أقولها بالعامية كنا «متحسفين» على اعتزال النجوم لأنهم كانوا يثرون الفريق داخل الملعب وخارجه، ولا أنسى أيضاً النجوم السابقين فيصل أبو اثنين وخالد التيماوي وعبدالله الشريدة فهم لاعبون كبار لعبت معهم، وأنا «متحسف» ان الفريق فقدهم. البعض يرى أن محمد الشلهوب لا يمتلك بعداً إدارياً كما هو الحال مع لاعبين آخرين؟ - على العكس علاقاتي بجميع الإدارات الهلالية ممتازة وأموري الإدارية أو غيرها تسير بشكل جيد. لكن ألا ترى أن لديك قصوراً في الجانب الإداري من شخصيتك؟ حتى على صعيد حضورك في الملعب بعيداً عن الجانب الفني؟ - من الممكن أن يكون هذا عيب ينقصني، لكن أنا أحاول أن ألعب كرة القدم وأؤديها بشكل ممتاز، أحاول أن أحضر داخل الملعب بالصورة المرضية. وأنا أشعر أن علاقتي كما قلت بكل الإدارات جيدة وعلاقتي برئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد ممتازة. ألا تفكر في العمل الإداري بعد اعتزالك؟ - لم أفكر بعد في هذا الأمر، ولا أرى أنني سأكون إدارياً ناجحاً. لن تسير إذا على خطى سامي الجابر؟ - السير على خطى الجابر شرف لي، ولكن سامي يمتلك شخصية إدارية أما أنا فلا أعتقد أنني سأسير على دربه في هذا الأمر. وماذا عن التحليل التلفزيوني، خصوصاً أن عدداً من اللاعبين وبالذات في الهلال ساروا على هذا الدرب؟ - ضحك ثم قال: باختصار لا أملك الأسلوب الجيد.