واشنطن - وكالة شينخوا - أفاد نائب وزير التجارة الصيني تشونغ شان في مقال في صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية بأن وجود علاقة اقتصادية وتجارية صينية - أميركية قوية ومستقرة ازداد اهمية عن اي وقت مضى. وأضاف ان التجارة بين البلدين «لعبة تقوم على الكسب المتكافئ». ولفت إلى أن التعاون التجاري والاقتصادي الصيني - الاميركي حقق منافع هائلة وحقيقية للولايات المتحدة، وكسبت الصين منه الكثير ايضاً. وقفزت الصين العام الماضي لتصبح ثالث اكبر سوق لصادرات الولاياتالمتحدة، كما تجاوزت استثمارات الشركات الأميركية الاجمالية في الصين 62.2 بليون دولار، عبر 58 ألف مشروع. ووصلت أرباحها الاجمالية في الصين الى ثمانية بلايين دولار عام 2008، وفقاً لبيانات أصدرتها الحكومة الصينية. وتابع تشونغ انه منذ انطلاق الازمة المالية الدولية، دأبت الصين على دعم جهود الشعب الاميركي في معالجتها. وأضاف: «من ناحية، زادت الصين وارداتها من الولاياتالمتحدة». وفي حين انخفضت الصادرات الإجمالية للولايات المتحدة بنسبة 17.9 في المئة عالمياً العام الماضي، لم تسجل صادراتها الى الصين تراجعاً، إذ وجدت شركات صناعية أميركية راحة في السوق الصينية، كملجأ من العاصفة المالية العالمية، وفقاً لمراقبين صينيين. وقال تشونغ: «من ناحية اخرى، ساعدت السلع الرخيصة الثمن والكثيفة العمالة المستوردة من الصين في الحفاظ على انخفاض تكاليف المعيشة بالنسبة إلى الأميركيين، حتى عندما أصبحوا يعانون ضائقة مالية متزايدة، إذ من دون السلع الاستهلاكية الصينية، كان مؤشر الأسعار الأميركي ارتفع بنسبة اثنين في المئة اضافية سنوياً». اليوان والدولار وأصرّ تشونغ على أن «سعر صرف اليوان الصيني ليس المفتاح لمعالجة الخلل التجاري الصيني - الاميركي». وأضاف أنه في العام الماضي تراجع سعر الدولار أمام اليورو والين والوون الكوري الجنوبي، ولم يسفر ذلك عن تغيرات جوهرية في التجارة بين الولاياتالمتحدة وهذه الدول. وارتفع سعر صرف اليوان بين عامي 2005 الى 2008، وفقاً للحكومة الصينية، بنسبة 21 في المئة امام الدولار، غير ان الفائض التجاري الصيني مع الولاياتالمتحدة ازداد بنسبة 20.8 في المئة سنوياً في الفترة ذاتها. وبقي سعر صرف اليوان مستقراً بصورة أساسية العام الماضي، غير ان الفائض الصيني مع الولاياتالمتحدة تراجع بنسبة 16.1 في المئة، وفقاً للحكومة الصينية. ولفت تشونغ إلى أن «استقرار اليوان والدولار بصورة اساسية هو وحده الذي يساهم في المصلحة الشاملة للمجتمع الدولي». وأضاف أن «الصين من ناحية اخرى تؤيد وتسعى دائماً إلى تحقيق تجارة متوازنة، وتحض الجانب الأميركي على توسيع صادراته إليها بقوة». التجارة المتوازنة وتابع تشونغ أن «التجارة المتوازنة بين الصين والولاياتالمتحدة وحدها هي التي يمكن ان تحقق التنمية المستدامة والمنافع المتبادلة والعلاقة القائمة على الكسب المتكافئ». وأكد ان «تحقيق هذا الهدف لن يتم عبر تقييد الصادرات الصينية الى الولاياتالمتحدة، وإنما بزيادة الصادرات الأميركية إلى الصين». وأضاف: «نأمل بأن تتخلص الولاياتالمتحدة، خلال تطبيق استراتيجيتها لتعزيز الصادرات، من عقلية الحرب الباردة، وأن تخفف من القيود التى تفرضها على صادراتها إلى الصين وأن توسّع من صادرات المنتجات التنافسية إلينا». وأوضح انه يتّفق مع تصريحات رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو في شأن العلاقات الصينية - الأميركية، التي قال فيها إن «الأفضل دائماً هو الحوار لا المواجهة، والتعاون لا الاحتواء، والشراكة لا المنافسة». وختم تشونغ بالقول: «طالما تناولنا العلاقة التجارية الصينية - الأميركية بطريقة مسؤولة، نستطيع جعلها اكثر استقراراً وقوّة».