أقر وزير الخارجية البريطاني السابق وليام هيغ اليوم (الخميس)، ان بلاده أخطات في غزوها العراق خلال العام 2003، لكنه اعتبر في الوقت نفسه ان هذا الخطا يجب ان لا يمنع حكومة بلاده من التدخل في سورية. ونشر موقع صحيفة «تلغراف» البريطانية مقالاً لهيغ بعنوان «خطؤنا في العراق لا يمنعنا من التدخل في سورية»، قال فيه ان «على أصحاب الحملات المنددة بالحرب معرفة أن عدم القيام بأي دور خارج البلاد سيكون الخيار الأسوأ على الإطلاق». وأوضح هيغ ان «من المهم أن يكون لدى الجيش أهداف محددة وخطط متماسكة (...)، كانقاذ بريطانيا جمهورية سيراليون من الحرب الأهلية في العام 2000، وكذلك في ليبيا، واعتقد اننا أنقذنا حياة الآلاف من البشر في العام 2011». وتابع هيغ ان «على بريطانيا التدخل في الخارج أكثر من السابق، وعلينا أن نكون مستعدين لذلك عندما يحين الوقت، ولعلنا الآن نحتاج إلى مثل هذا التدخل»، مضيفاً ان «الحاجة لهذا التدخل ستكون متزايدة نتيجة انتشار ظاهرة الارهاب، وهذه الظاهرة لن تتلاشى بصورة فورية». وقال انه «يجب ان نؤمن الحماية لمواطنينا من الاعتداءات الارهابية»، مضيفا انه «عندما ينتهي تقرير لجنة تشيلكوت (تقرير بريطاني رسمي يبحث أسباب مشاركة بريطانيا في الغزو)، سيكون الوقت قد حان لنعترف بأننا كنا مخطئين في شأن غزو العراق خلال العام 2003». وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير اعتذر الشهر الماضي عن شن حرب في العراق، بعد تمنّع استمر 12 عاماً. وسُئل بلير عما إذا كان شن الحرب على العراق خطأ، فردّ: «إنني أعتذر عن الحقيقة المتمثلة في أن المعلومات الاستخباراتية التي تلقيناها كانت مغلوطة»، لكنه أصر على أنه غير نادم على الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. وتابع: «أجد صعوبة في الإعتذار عن الإطاحة بصدام، حتى في العام 2015. ان عدم وجوده هناك أفضل». وأقر بأن هناك «شيئاً من الحقيقة» في القول إن غزو العراق بقيادة الولاياتالمتحدةوبريطانيا أدّى إلى ظهور متشددي تنظيم «داعش» في سورية والعراق. ويواجه بلير انتقادات بسبب الكشف عن موافقته غير المعلنة على الحرب، على رغم دعوته إلى الحل الديبلوماسي وقتها. وذكرت صحيفة «غارديان» في وقت سابق، أن التقرير النهائي سيوجه انتقادات الى دائرة أوسع من توني بلير ومستشاريه المقربين، مثل وزير الخارجية العمالي السابق جاك سترو، ورئيس لجنة الاستخبارات المشتركة السير جون سكارليت، فضلاً عن وزيرة التنمية الدولية البريطانية السابقة كلير شورت. يذكر أن 179 جندياً بريطانياً قتلوا في الحرب على العراق، بالإضافة إلى نحو 4500 جندي أميركي. وتقدر جمعية «إحصاء القتلى العراقيين»، ومقرها بريطانيا، أن أكثر من 15 ألف مدني عراقي قتلوا منذ العام 2003. وتقدر الأممالمتحدة عدد القتلى العراقيين في الاعوام 2008- 2012 بأكثر من 18 ألفاً.