دُفنت «سلطانة» وخالتها «حنان»، وبقي ملف القضية مفتوحاً، ما بين مطالبات والدها بمعرفة الجهة المسؤولة عن إهمال الحفرة التي ابتلعتهما، ومواجهة خالها محافظ العيص أخيراً، وتذكيره إياه ب«الأمانة» المُلقاة على عاتقه، وخصوصاً أن اللجنة التي باشرت «الحادثة»، توصلت في تقريرها إلى أن الموقع الذي أودى بحياة الضحيتين «لا يحوي وسائل السلامة أو إشارات تحذيرية أو حواجز ترابية». إلا أن ثمة ما يروى في حكاية سلطانة وحنان، على لسان عبدالله مصطفى محمد المقيم السوداني الذي يعمل راعي أغنام لدى أسرة الغريقتين، والذي قرر أن يلقي بنفسه في الحفرة التي ابتلعت الفتاتين لينتشل جثتيهما بعد أن شعرت الأسرة باليأس من وصول فرقة تنتشلهما، وروى ل«لحياة» قصة انتشاله جثة «سلطانة» وخالتها «حنان»، قائلاً: «إنهما ضحية مشروع تُرك من دون إشارات تحذيرية في «سليلة جيهنة»، وكنت متوجهاً إلى مكان المواشي التي أرعاها على بعد كيلومترين من الموقع، فلما علفتها عدت إلى منزل عبدالله (شقيق حنان)، فقال لي: اذهب معي نريد البحث عن البنات. فقلت: أية بنات في هذا الليل؟ فرد علي: «سلطانة وخالتها حنان خرجتا قبل المغرب ولم تعودا حتى هذه الساعة، وانطلقنا نبحث عنهما، وعلى بعد 150 متراً، اقتفيت الأثر بواسطة كشاف جوالي، بعد أن علمت من الأسرة أنهما ذهبتا للتنزه». وزاد مصطفى (37 عاماً): «اتفقنا أنا وعبدالله على البحث في محيط مسافة قريبة من الحفرة، لنفاجأ بعباءة إحداهن بجوار الماء، عندها وجهت الكشاف نحو الماء، فوجدت الاثنتين على سطح الماء، وصرخت منادياً: عبدالله! فجاء وسقط هو بنفسه في الحفرة، وسحبته منها، وانتشلنا الجثتين معاً، وذهبنا بهما إلى المستشفى، ولكن الطبيب قال لنا إنهما فارقتا الحياة»، متوقعاً أن «إحداهما سقطت في الحفرة، وأن الأخرى حاولت مساعدتها، ما دعاها إلى رمي العباءة». وأبدى مصطفى أسفه على فقد الفتاتين، باعتباره أحد أبناء الأسرة، إذ عمل لدى خال سلطانة منذ 12 عاماً مربياً للمواشي. وقال: «كانتا بمثابة ابنتيَّ، إذ عشت مع الأسرة كل هذه المدة».