أعرب الرئيس علي عبدالله صالح عن ثقته بقدرة اليمن على مواجهة التحديات الأربعة المطروحة وهي مشروع الحوثيين وعمليات «القاعدة» ودعوات الانفصال في الجنوب، والملف الاقتصادي. وانتقد «اسطوانة الفساد» التي تتكرر، لافتاً الى أن بلاده لا تملك عائدات مالية كبيرة، من ثروة غاز استثنائية ليكون الفساد فيها كبيراً. (نص الحديث كاملاً) جاء ذلك في حديث أدلى به الرئيس اليمني الى «الحياة» قبل أيام من القمة العربية التي تفتتح أعمالها اليوم في ليبيا. سألت «الحياة» الرئيس علي صالح عن موعد الجولة السابعة من الحرب مع الحوثيين، فأعرب عن الأمل بعدم حدوثها. وقال إن الحوثيين حصلوا على تبرعات من جهات محلية وإقليمية دعمت مشروع الترويج لمذهب جديد في اليمن هو الاثني عشرية بدلاً من المذهب الزيدي أو الشافعي. وأضاف أنهم اشتروا أسلحة من السوق المحلية كما حصلوا على أسلحة عبر البحر بمساعدة «تجار سلاح وقوى إقليمية» أرادت أيضاً إيصال رسائل وإشغال المملكة العربية السعودية. وامتنع عن اتهام جهات محددة بدعم الحوثيين، لكنه اشار الى نوع من التشابه بين تكتيكاتهم وتكتيكات «حزب الله» اللبناني. وعن الاضطرابات في الجنوب قال الرئيس اليمني: «الثقافة الانفصالية محدودة ومعزولة ومنبوذة، وهي من عناصر كانت مستفيدة، ومن بقايا المعسكر القديم، معسكر النظام الشطري الماركسي. هذه ثقافتهم، وطبعاً قد تخلق ثقافات وتكتسب أنصاراً من بعض الذين لم يعانوا من النظام الشمولي السابق ولم تكن لديهم معرفة بما عاناه الناس في ظل التشطير». ورفض وجود أي تمييز في خطط التنمية، داعياً الى مقارنة أحوال المحافظات الجنوبية اليوم بما كانت عليه قبل الوحدة العام 1990. ورأى أن حجم «القاعدة» في اليمن يتعرض لعملية تضخيم من بعض وسائل الإعلام «وقد وجهنا لها ضربات موجعة، وهناك تعاون بيننا وبين دول الجوار وفي المقدمة المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي إضافة الى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. هناك تعاون لتبادل المعلومات ومن خلال هذا التنسيق الإيجابي حققنا نتائج جيدة، وأجهزتنا الأمنية تنفذ ضربات استباقية». وأعرب عن ارتياحه الى مستوى العلاقات مع السعودية مؤكداً أنها في «عهدها الذّهبي». وعن مساهمة المدارس في ترويج التطرف الديني قال: «نحن للأسف، في معظم الأحيان نتهم الدين بالتطرف وهذا خطأ. التطرف يأتي من الجهل... الجهل هو أساس للتطرف، والمشكلة أن هؤلاء المتطرفين نمت ثقافتهم عبر القنوات الفضائية أو عبر الانترنت». وأعرب الرئيس اليمني عن ألمه لاستمرار الانقسام في الساحة الفلسطينية، مشيراً الى أن مشهد الانقسام هذا هو ما تتمناه إسرائيل. واستبعد حدوث «مفاجآت» في قمة سرت قائلاً: «ستكون مثل قمة الدوحة أو لبنان أو تونس... ولن تفرق كثيراً». وسئل عما إذا كان لا يزال متمسكاً بتشبيه الحكم في اليمن بالرقص على رؤوس الثعابين فرد لافتاً الى ان الفارق هو أن الثعابين تحولت الى أفاعٍ، مجدداً ثقته ب «القدرة على ترويضها».