تحت شعار «من أجل ثقافة عراقية متعددة الأطياف والرؤى» عقدت الدورة الجديدة لمهرجان المربد الشعري في مدينة البصرة، جنوب العراق، واستمرت حتى 26 الجاري. وأقرّت الهيئة المشرفة على المهرجان أن تحمل دورة هذه السنة اسم الشاعر بلند الحيدري، أحد الرواد الأربعة الأوائل في حركة الشعر الجديد في العراق، والذي كانت له مشاركاته الشعرية والنقدية في دورات المهرجان منذ انطلاقته الأولى عام 1971. واقتصرت المشاركة في الدورة الحالية، كما في دوراته السابقة بعد الاحتلال، على الشعراء والنقاد العراقيين بعد أن كانت تضم في السابق مشاركات واسعة لشعراء ونقاد عرب وأجانب. وتغيب عن المهرجان أسماء شعرية عراقية كبيرة، لوجود معظمهم خارج العراق نتيجة الظرف الأمني السيء الذي يعيشه البلد حالياً. وكرّمت لجنة المهرجان المؤلفة من كبار موظفي وزارة الثقافة، راعية المهرجان، في هذه الدورة الشاعر ياسين طه حافظ، وهو من الشعراء العراقيين الذين بدأوا الكتابة والنشر آخر خمسينات القرن الماضي، واندرج تاريخياً في عداد من عرفوا بشعراء الستينات، وإن ظل له استقلاله عن كثير من أطروحاتهم الشعرية والنقدية، محتفظاً بلونه الشعري الخاص الذي ينحو فيه منحى تأملياً هو أقرب الى «صوت الذات». وصدرت أعماله الكاملة آخر تسعينات القرن الماضي عن دار الشؤون الثقافية في بغداد، وكان شغل رئاسة تحرير مجلة «الثقافة الأجنبية» الصادرة عن الدار ذاتها.