أسهمت تقنية "العرض المرئي" لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، بالصوت والصورة المتحركة الثلاثية الأبعاد، في جناح المدينةالمنورة بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية، والأنشطة والمسابقات النسائية، ووجود أنواع مميزة من النعناع والتمر المدني، في زيادة إقبال الزوار خصوصا الأجانب على جناح المدينة. وعبرت إحدى الزائرات من الجنسية الفرنسية عن إعجابها بشخصية الرسول الكريم، وركزت زائرة من جنسية ألمانية على عدد غزوات الرسول التي بلغت 28 غزوة التي لم يقاتل إلا في ثمان منها، والبقية تمت عن طريق السلم. فيما قالت أم محمد: "استمتعت كثيرا في جناح المدينة، ولفت نظري الأزياء المميزة والأكلات الشعبية اللذيذة، إضافة إلي الألعاب التي أقبل عليها يشكل مكثف". وأوضحت المسؤولة عن البرنامج في جناح المدينةالمنورة عائشة خجا أن مشروع السيرة النبوية واستخدام التقنية في الدعوة إلى الله، أصبح من لوازم هذا العصر، لنشر نور الإسلام حول العالم بأسره والتعريف بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ونصرته خصوصا للوفود الأجانب، مشيرة إلى أن استخدام تقنية العرض الثلاثي الأبعاد وتسلسل مراحله أسهم في تكوين تصور واضح للمفهوم الشامل للسيرة النبوية . وزارت حرم رئيس الاستخبارات العامة الأميرة عبطا الرشيد وابنتاها بيت المدينة في مهرجان الجنادرية لهذا العام، متفقدة أجنحة المعرض وجاهزيته لاستقبال الزوار، إذ قدم البيت الحرف والمهن التي تشتهر بها المنطقة والأكلات الشعبية، إضافةً إلى الصور الاجتماعية التي تجسد عادات أهل المدينةالمنورة القديمة والفنون الشعبية التي تتميز بها المنطقة. ولا يفوت كثير من العائلات التي تحضر فعاليات المهرجان الوطني كأنهم في رحلة سياحية جابوا خلالها أرجاء الوطن، توثيق هذه التظاهرة وتصوير أحداثها خلال زياراتهم للأجنحة والتعرف على القرى وحرفها وتراثها من مختلف مناطق المملكة. وأوضحت رئيسة لجنة المناطق والإمارات بدرية الدخيل أن الإقبال هذا العام كان كبير لمشاركة بعض الدول من الخارج ، وقالت: "أصبحنا قريبين من العالم في ارض الجنادرية، فهذه ظاهرة رائعة سمحت للأسر رؤية معالم بلادنا وبلاد الآخرين". وذكر المهندس احمد العنزي وزوجته حصة العوفي أن الجنادرية حققت الرحلة السياحية وجمعت تراث مناطق العالم في منطقة واحدة، وقال العنزي: "لسنا حريصين على السفر إلى الخارج، لان الجنادرية حققت لنا رؤية الدول ونحن في بلادنا، إلى جانب استمتاع أولادنا برؤية حضارات بلادنا وتراث أجدادنا"، وشاطرهما الرأي الدكتور أسامة البيشي وزوجته هناء العلي في أن العالم كله وجد في قرية الجنادرية. كما كانت عبارة "نعناع على الشاي عجب" التي نادى بها أحمد عمر زبائنه سبباً في تسويق أكثر من 250 كيلو غراماً من نعناع المدينة الذي ينقل بشكل يومي بواسطة الطائرة ليقابل زوار البيت بروائحه العطرية المميزة ومختلف أنواعه، وقال: "إن المزارعين في المدينة يستعدون قبل مدة من أجل هذه الأيام لتوفير الكميات المطلوبة، وأشهر الأنواع هي الحساوي والدوش والورد واللمام والمغربي". وأضاف أن الجناح يوفر شتلات من النعناع للراغبين بزراعته في استراحاتهم أو منازلهم، وأن طعم هذه الشتلات بعد زراعته سيتغير بسبب تغير التربة والجو. فيما يقف سلطان بن سليهم وسط أكوام من التمور التي تزيد على طنين جلبت خصيصا للمهرجان، لعرضها بأنواعها المختلفة، موضحا أن الإقبال الكثير على العجوة بسبب ما ورد فيها من أحاديث مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم"، وقوله: "من تصبح ب7 تمرات عجوة لا يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر". وأشار احد الزائرين صالح الاحمدي الذي جاء من منطقة القصيم من أجل الجنادرية إلى أنه وجدها فرصة للحصول على عجوة المدينة بسعر مناسب.