كشف موقع «ذا إنترسبت» للصحافة الاستقصائية أن شركة مختصة بتقديم خدمات هاتفية للسجون في الولاياتالمتحدة، تنتهك خصوصية السجناء من خلال تسجيل مكالماتهم الخاصة، حتى تلك التي يجرونها مع محاميهم. وذكر «ذا إنترسبت» في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، أن أحد القراصنة «هاكرز» اخترق حساب شركة «سيكيوروس» التي توفر خدمات هاتفية لأكثر من ألفين و200 سجن في الولاياتالمتحدة، واستولى على 70 مليون مكالمة أجراها نحو 1.2 مليون سجين يستخدمون خدمات الشركة في 37 ولاية. ونشر الموقع تحقيقاً أجراه الصحافيان ميكا لي وجوردان سميث، يظهر أن ال«هاكر» قدم لهما تسجيلات تبدأ من كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، وروابط تتيح تحميل هذه المكالمات من طريق موقع «سكيور دروب»، وهو منصة برمجيات مفتوحة المصدر تتيح التواصل الآمن بين الصحافيين. وأورد «ذا إنترسبت» المعروف برصده القضايا الشائكة وهفوات السلطات الأميركية، أنه حصر نحو 14 ألف مكالمة للسجناء، تحوي بيانات من المفترض أنها سرية ومحمية بالقانون، وتقوم الشركة الأميركية ببيعها إلى قوات أمنية. ولا يسمح القانون في الولاياتالمتحدة بانتهاك خصوصية الحوار بين السجين ومحاميه، لأن ذلك يمكنه أن يؤثر على محاكمته، في حال اطلعت عليها الشرطة أو المدعي العام في القضية. وأشار «ذا إنترسبت» إلى أن أهمية هذه المعلومات لا تقتصر على محتواها، بل على الطريقة التي تم الحصول عليها. وذكر أن التواصل مع ال«هاكر» تم عبر موقع «سكيور دروب» الذي يتيح تسريب المعلومات وتقديم النصائح بشكل سري. وأوضح الصحافي لي أن أهمية الموقع لا تنحصر في خصوصيته، بل تكمن أيضاً في مدى سهولة استخدامه، فهو يتيح لأي شخص تحميل رسالته أو المعلومات التي يريد تسريبها خلال ثوان. وأشار لي إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها «ذا إنترسبت» معلومات مفيدة عبر نظام «سكيور دروب»، لكن لم يتم الإعلان عن الأمر من قبل في قضية بهذه الأهمية الوطنية. وابتكر كل من الناشط الحقوقي الراحل آرون سوارتز والخبير التكنولوجي كيفين بولسون نظام «سكيور دروب» الذي تبنته مواقع إخبارية عدة مثل «واشنطن بوست» و«غوكر» و«نيو يوركر»، لكن موقع «انترسبت» كان المستفيد الأكبر من هذا البرنامج. و«ذا انترسبت» هو موقع مختص بالصحافة الاستقصائية، أطلقه الصحافي الأميركي غلين غرينوالد لخدمة جمعيات حماية الحريات الشخصية على الإنترنت. وتمكن «ذا انترسبت» على مر الأعوام من نشر ملفات سرية ذات أهمية كبرى، مثل ملف «آلة القتل» الذي تضمن وثائق سرية تشير إلى أن الإدارة الأميركية تعطي أرقاماً أقل من الواقع حول الخسائر في صفوف المدنيين، خلال غارات طائراتها بلا طيار التي تستهدف متطرفين في أنحاء العالم. وكان لذلك الموقع السبق في كشف مسؤولية إسرائيل عن اغتيال العميد السوري محمد سليمان القريب من الرئيس السوري بشار الاسد عام 2008.