لم يدم إهداء أهالي المنطقة الشرقية، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، كلية لذوي الإعاقة البصرية (تحمل اسمه)، حتى بادلهم الإهداء، بأن تبرع بمبلغ 60 مليون ريال، لتكون نواة إنشاء الكلية. وتولّى أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، تقديم الهدية إلى ولي العهد نيابة عن أهالي المنطقة، الذين احتشدوا في الإمارة للاحتفاء بقدومه ليل أول من أمس. وأوضح الأمير محمد بن فهد، في كلمة ألقاها في الحفلة الخطابية، أن كلية الأمير سلطان بن عبدالعزيز لذوي الإعاقة البصرية «هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط. واستعانت لجنة إنشاء الكلية، بعدد من بيوت الخبرة الأجنبية، في هذا المجال». بدوره، أوضح نائب أمير الشرقية الأمير جلوي بن عبدالعزيز، أن ولي العهد «استحق بإسهاماته لقب «رجل الإنسانية». ليس على المستوى المحلي فقط، بل على المستوى العالمي، ما دفع أهالي المنطقة إلى تقديم هذه الهدية إلى ولي العهد». وأكد رئيس لجنة الاحتفاء بولي العهد الأمير تركي بن محمد بن فهد، أن فكرة الجامعة انطلقت نتيجة «عدم وجود كليات مُتخصصة، تعمل على إعداد ذوي الإعاقة البصرية، وإجراء البحوث والدراسات التي تعالج مشكلاتهم، وتهتم بتنمية جودة حياتهم»، فضلاً عن أنهم «يعانون من ضعف الخدمات المقدمة لهم من مجتمعاتهم المحيطة بهم». وأشار إلى أن معهد الصحة الأميركي الوطني، كشف أن «1.5 في المئة من المواطنين السعوديين يعانون من العمى التام. فيما يعاني نحو 8 في المئة من الإعاقة البصرية، ما يبين أن عدد المعوقين بصرياً في المملكة يصل إلى نحو مليونين ونصف المليون نسمة». وأضاف أنه «على رغم وجود جمعيات محلية وإقليمية، تُعنى بذوي الإعاقة البصرية، إلا أن تأثيرها محدود. كما أن خدماتها تقليدية. ولا تتوافق مع متطلبات العصر الحديث». وأوضح أن رؤية الكلية تتمثل في «توفير البيئة الأمثل التي تساعد ذوي الإعاقة البصرية في التغلب على إعاقتهم، والمشاركة في المجتمع، وتوفير فرص التدريب والتعلم لهم، وإعدادهم للانخراط في سوق العمل، وإكسابهم مهارات الحياة، بما يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم، وزيادة الثقة فيها». ولفت إلى أن الكلية المزمع إنشاؤها «تتميز في برامج أكاديمية، بعد أن تم التعاون مع مستشارين عالميين، لتصميم البرامج المناسبة لذوي الإعاقة البصرية وفق مواصفات دولية وحاجات محلية. كما ستستخدم الكلية أحدث الوسائل التقنية التي تساعد على إيصال المادة العلمية لهم، مع توفير بيئة تعليمية تفاعلية مساعدة لهم في التغلب على إعاقتهم، والاعتماد على ذواتهم. وسيشرف عليها أعضاء هيئة تدريس ومدربون متخصصون، سيتم اختيارهم بعناية فائقة، للتأكد من امتلاكهم القدرات المناسبة على استخدام التقنية الخاصة بذوي الإعاقة البصرية. على أن تتولى الكلية لاحقاً، إعداد أعضاء هيئة تدريس ومدربين من الكلية». وأشار إلى أن الكلية تقدم «خدمات مصادر تعلم خاصة في ذوي الإعاقة البصرية، وإرشادًا طلابيًا، وخدمات توظيف وإسكان، وبيئة خاصة مُعدة بطريقة علمية، لتوفير حياة مناسبة لهم. كما تقوم الكلية بتقديم دراسات استشارية للتغلب على المشكلات التي تواجههم، وبحوث لتطوير المناهج والبيئة التعليمية، وأخرى لتصميم المباني والمرافق بما يتوافق مع حركة واحتياجات ذوي الإعاقة البصرية». وأفاد بأن الكلية تشمل «مباني تعليمية وتدريبية وسكنية، ومركزاً رياضياً وترفيهياً، يتم اختيارها في شكل خاص، آخذين في عين الاعتبار حاجاتهم، مع استخدام المواصفات القياسية في تصميم مختلف مرافق الكلية، وتزويدها بالمعدات والتقنيات المختلفة الملبية لحاجاتهم». ولفت إلى أنه تم «توقيع مذكرات تفاهم مع جهات عالمية متخصصة في مجال توفير الفرص التعليمية، منها مذكرة تفاهم مع الكلية الملكية البريطانية لذوي الإعاقة البصرية»، مؤكداً أن الكلية «ستفتح باب القبول للطلاب من داخل المملكة وخارجها».