واشنطن، طهران، بروكسيل – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – تعهدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، ألا تسمح إدارة الرئيس باراك أوباما لإيران بامتلاك أسلحة نووية، مشيرة إلى أن واشنطن تعمل مع شركائها في مجلس الأمن لفرض «عقوبات تلسع»، كي تتخلى طهران عن برنامجها الذري. في غضون ذلك، حضت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إيران على وقف تشويشها على البرامج الإذاعية والتلفزيونية الأجنبية الموجهة إليها، ومراقبة الإنترنت، ملوّحة باتخاذ إجراءات. وعلى صعيد الوضع الداخلي، أفادت وكالة أنباء «فارس» بأن السلطات الإيرانية اعتقلت حسن لاهوتي حفيد رئيس مجلس خبراء القيادة، هاشمي رفسنجاني، لدى عودته الى طهران من لندن مساء الأحد. ورجّح موقع إلكتروني مؤيد للمعارضة أن يكون اعتقال لاهوتي (23 عاما) مرتبطاً باتهامات وجهها متشددون في شأن دور فائزة، ابنة رفسنجاني ووالدة لاهوتي، في الاضطرابات التي تلت الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي. وقالت كلينتون، في كلمة لها أمام المؤتمر السنوي ل «لجنة الشؤون العامة الأميركية – الإسرائيلية» (إيباك): «إضافة الى تهديد إسرائيل، سيقوّي امتلاك إيران أسلحة نووية، زبائنها في معسكر الإرهاب وسيطلق سباق تسلح يقوّض استقرار المنطقة... هذا غير مقبول، دعوني أكون واضحة جداً: الولاياتالمتحدة عازمة على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية». وأشارت الى وجود «توافق دولي متنام لاتخاذ خطوات للضغط على قادة إيران كي يغيّروا المسار. أوروبا توافقنا، وروسيا انتقلت إلى هذا الاتجاه، واكدت الصين، رغم الحاجة الى مزيد من العمل معها، دعم نهج ممارسة ضغوط إذا لم يأتِ الانخراط (بحوار) بنتيجة». وقالت ان واشنطن «تعمل مع شركائها في الأممالمتحدة للاتفاق على عقوبات جديدة في مجلس الأمن «. ودافعت كلينتون عن نهج «الانخراط» الذي تعتمده الإدارة الأميركية في مخاطبة طهران، مشيرة الى «جهود مكثفة» في هذا الاتجاه «عبر الاتصال المباشر ومن خلال العمل مع شركائنا». وأكدت أن الرسالة الموجهة الى طهران هي: «إما التزامها بواجباتها الدولية وحصد فوائد العلاقات الطبيعية، وإما مواجهة مزيد من العزلة وعواقب موجعة». واللافت ان كلام كلينتون عن «عقوبات تلسع»، يتناغم مع قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد لقائه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في موسكو خلال شباط (فبراير) الماضي: «الرئيس ميدفيديف استمع الى موقفي في شأن ضرورة فرض عقوبات ذات أنياب. لا يمكن (للعقوبات) أن تلسع، إلا إذا كانت لها أنياب. العقوبات المخففة لا تنجح». وفي طهران، اعتبر مجتبى ثمرة هاشمي أبرز مساعدي الرئيس محمود أحمدي نجاد أن «أميركا أصبحت في عزلة، والشعب الإيراني يتقدم يوماً بعد يوم ويحصل على أصدقاء جدد. إذا تخلّت أميركا عن معارضتها واعترفت بحقوق الشعب الإيراني وتحركت في اتجاه العدالة والصداقة والأخوّة الحقيقية، لن تكون هناك مشكلة وستصبح إقامة تعامل إيجابي وبنّاء بين البلدين ممكنة». الى ذلك، أعلنت «هيئة سوق لويدز» إن سوق التأمين البحري في لندن أضافت إيران إلى قائمة المناطق العالية المخاطر، تحسباً لفرض عقوبات جديدة عليها.